الرقم ١٣ فانه ليس هناك أية رابطة طبيعية بين التشاؤم ورؤية الغراب وأمثالها.
* * *
ب ـ الرابطة العقلية بين النظام الكوني والاعتقاد بالخالق
ان الانسان مهما كان بدائياً بسيط التفكير فانه يدرك النظام الهائل كما يدركه الانسان المعاصر المتقدم سواء بسواء.
فهو يدرك ما يسود في جسمه ، وفي ما حوله من أشياء الكون ، من أنظمة عجيبة وتنسيق رائع. كما يدرك الانسان المتقدم علمياً ذلك ، وان كان ادراك الأول لهذه المسألة ادراكاً سطحياً ، وادراك الثاني عميقاً.
وملاحظة هذا القدر من النظام هي التي تقوده إلى الاعتقاد بأن هناك عقلا كبيراً وجبارة وراء هذا النظام.
ان الانسان البدائي ـ كغيره ـ لا يسعه وهو يرى نظام الشروق والغروب والطلوع والافول الحاكم على الشمس والقمر والنجوم ، ويرى الفصول الأربعة وآثارها الكبرى في عالم الطبيعة وما ينشأ على أثرها من تحولات عظيمة ، وتطورات هائلة بل وما يسود في جسمه من أنظمة وقوانين ، إلا أن يعتقد بوجود خالق ومدبر وراء ذلك كله بعد أن يدفعه دافع الاعتقاد الطبيعي بالعلية إلى البحث والتفتيش عنه.
اذن فهناك رابطة عقلية بين النظام الكوني والاعتقاد بالله ، تدفع الانسان الی الايمان به في جميع أدوار التاريخ ، ومع وجود هذه الرابطة المنطقية والعقلية كيف يصح لباحث منصف أن يعدل عن اعتبارها إلى غيرها من العلل المنحوتة وافتراض الفرضيات الموهومة لتعليل نشأة العقيدة في حياة الأمم والشعوب على الاطلاق.