سورة الحج
(تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) الذهول : الغفلة عن الأمر مع دهشة ، وقيل : مرضعة ، ولم يأت مرضع ؛ لأن المرضعة صفة لمن هي في حال الإرضاع ، والمرضع أعم ، أي : لها ولد ترضعه ، تقول : رضع يرضع رضاعا مثل : سمع ، وأهل نجد يقولون : رضع يرضع مثل : ضرب يضرب ضربا.
(كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ) ابن السّكّيت : الحمل : ـ بفتح الحاء ـ كل ما كان في بطن أو على رأس شجرة ، والحمل ـ بالكسر ـ : كل ما كان على ظهر أو رأس ، ويقال : امرأة حامل وحاملة إذا كانت حبلى ، فمن جعله حاملا خصه بالإناث ، ومن قال : حاملة بناه على : حملت شيئا على ظهرها أو رأسها فهي حاملة لا غير ، ولا يفتقر إلى الفرق هاهنا ، لأن ما لا يكون للتذكير يستغنى فيه عن علامة التأنيث ، قلت : وفيه نظر لأنهم يقولون : رجل أيّم وامرأة أيّم ، ورجل عانس وامرأة عانس مع الاشتراك ، وقالوا : امرأة مصيبة ، وكلبة مجربة من غير اشتراك.
(كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) البهيج : المشرق.
(عَلى حَرْفٍ) : على طرف من الدّين ، لا في وسطه وقلبه ، وهذا مثل لكونهم على قلق من دينهم ، كالذي يكون على طرف من العسكر ، إن لاحت له غنيمة قرّ ، وإن لاحت له هزيمة فرّ.
(لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ) المولى : الناصر ، والعشير : الصاحب.
(فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) السبب هاهنا : الحبل ، والأمر بمعنى الخبر.
(يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ) : يذاب.
(مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) المقامع : السّياط.
(الْحَرِيقِ) : العظيم من النار المنتشرة.
(وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) قال جار الله : لا يراد به حال ولا استقبال وإنما يراد به استمرار الحال ، كما تقول : فلان يحسن إلى الفقراء ، وينعش المضطرّ ، وإنما يراد وجود الإحسان والنعشة في جميع أزمنته.
(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) مفعول" يرد" محذوف طلبا للتعميم ، والمجروران في موضعي حالين ، والتقدير : ومن يرد فيه أمرا ما قاصدا بإلحاد وبظلم نذقه.