سورة الفرقان
(تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ) البركة : كثرة الخير وزيادته ، ومنه تبارك الله وفيه معنيان تزايد خيره وتكاثر ، أو تزايد عن كل شيء وتعالى عنه في صفاته ولم يستعمل في مخلوق قط. والفرقان : مصدر ، وسمي القرآن به لكونه فرق بين الحق والباطل ، أو لكونه لم ينزل جملة واحدة لكونه نزل مفروقا بين بعضه وبعض. ويؤيد ذلك قوله تبارك وتعالى : " وقرآنا فرقناه".
(وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً) قال سيبويه في باب المصادر غير المتصرفة المنصوبة بأفعال متروك إظهارها نحو : معاذ الله ، وحجرا : هذه مصادر منصوبة يتكلمون بها عند لقاء العدو ، فيقول الرجل للرجل : أتفعل كذا وكذا ، فيقول : حجرا محجورا ، وهو من حجره إذا منعه ، وقيل : من كلام الملائكة يقولون للكفار إذا رأوهم : أي حراما محرما عليكم البشرى ، أو الجنة أو الغفران.
(فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) الهباء : ما يخرج من الكوة مع ضوء الشمس شبيه بالغبار يضرب مثلا في محقرات الأمور.
(وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) الباء في الغمام بمعنى : " عن" ، فإن قلت : ما الفرق بين قولك : انشقت الأرض بالنبات ، وانشقت عن النبات؟ ، قلت : معنى انشقت به : إن الله شقها لطلوعه فانشقت به ، ومعنى انشقت عنه : أن التربة ارتفعت عنه عند طلوعه.
(اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) يجوز أن يكون بمعنى الهجر ، كالمقتول والمجلود.
(جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً) الخلفة : من الخلف ، كالرّكبة من ركب ، وهي الحالة التي يخلف فيها الليل والنهار كل واحد منهما يخلف الآخر.
(يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) قرئ بضم الهاء ، والمعنى : هيّنون ، يجوز أن يكون حالا ، ويجوز أن يكون صفة للمشي ، والتقدير : يمشون مشيا هيّنا.