(وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) : خائفون ، وحاذرون : متأهبون ، وقيل : حذرون : متيقظون ، وحاذرون : مستعدون.
(فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ) : وقت شروق الشمس ، أو مصادفين شروقها أي : طلوعها.
(إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) أي : قرب منا العدو ، ولا طاقة لنا به ، وقرئ : لمدّركون ، من ادّرك ، قال النحاس : مدركون : ملحقون ، ومدّركون : مجتهد في لحاقهم ، كما يقال : كسبت بمعنى : أصبت وظفرت ، واكتسبت بمعنى : اجتهدت وطلبت ، وهذا معنى قول سيبويه.
(فَانْفَلَقَ) : فانشق.
(كَالطَّوْدِ) : الجبل.
(وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) : جمعناهم في البحر حتى غرقوا ، ومنه قيل لليلة المزدلفة : ليلة جمع ، وقيل : أزلفناهم أي : قربناهم من البحر حتى أغرقناهم فيه.
(رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً) : معرفة بك وبحدودك وأحكامك.
(لِسانَ صِدْقٍ) : ثناء حسنا ، والثناء الحسن : هو اجتماع الأمم عليه ، ولقد أجاب الله دعوته ، فكل أمة تتمسك به وتعظمه ، وفيه دليل على الترغيب في العمل الصالح الذي يكسب الثناء الحسن ، قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) [مريم : ٩٦] أي : حبا في قلوب عباده وثناء حسنا.
(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) : قرّبت وأدنيت.
(فَكُبْكِبُوا) : ألقوا ، والكبكبة : تكرير الكب وهو الإلقاء على الوجه ، بتكرير معناه ، والأصل : كبّبوا ، فأبدل الباء الوسطى كافا استثقالا لاجتماع الباءات.
(الْأَرْذَلُونَ) : أهل الضّعة والخساسة ، وقيل : السّفلة كالحاكة والأساكفة ، والمعنى : فقراء الناس وضعفاؤهم ، وإنما بادروا للاتباع قبل غيرهم لصعوبة انقياد الأغنياء لاستيلاء الرئاسة عليهم والأنفة عن الانقياد للغير.
(فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً) : احكم بيننا بما يستحقه كل واحد منا ، أي : أنزل العقوبة والهلاك بهم ، بدليل قوله : " ونجني" أي : مما ينزل بهم ، والفتاحة أي : الحكومة والفتّاح : الحاكم ، سمي به لفتحه المغلق من الأمور.