(أَصْحابَ الْجَنَّةِ) : قوم من أهل الصلاة ، كانت لأبيهم جنة ، هذه الجنة دون صنعاء اليمن بفرسخين ، وكان يأخذ منها قوت سنته ، ويتصدق بالباقي ، فشحت نفوس أولاده فأحرقها الله تعالى.
(وَلا يَسْتَثْنُونَ) : في يمينهم وهو قولهم : إن شاء الله ، قال جار الله : " كيف سمي استثناء وهو شرط؟ فأجاب : أنه يؤدي مؤدى الاستثناء من حيث أن معنى قولك لأخرجن إن شاء الله ولا أخرج إلا أن يشاء الله واحد".
(كَالصَّرِيمِ) أي : كالمصرومة لهلاك ثمرها ، وقيل الصريم : الليل. أي : احترقت فاسودت وقيل : النهار وهو من الأضداد ، وقيل الصريم : الرمال.
(يَتَخافَتُونَ) : يتسارون ، وخفي وخفت وخفد ثلاثتها في معنى الكتم.
(عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ) الحرد : المنع من حاردت السنة إذا منعت خيرها.
وحاردت الإبل إذا منعت درها وقيل الحرد : الحنق والغضب وقيل : القصد والسرعة ، يقال : حردت حردك إذا قصدت قصدك قال :
أقبل سيل جاء من عند الله |
|
يحرد حرد الحية المغلة (١) |
والمعنى غدوا على جنتهم بسرعة.
(لَوْ لا تُسَبِّحُونَ) التسبيح هاهنا : الاستثناء ، وقيل : المراد به الصلاة لأنهم كانوا يتوانون عنها.
(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) : مثل يضرب لشدة الأمر (٢).
(مِنْ مَغْرَمٍ) المغرم : الغرامة.
(وَهُوَ مَكْظُومٌ) المكظوم : الممتلئ غيظا من كظم السقاء إذا ملأه.
(لَيُزْلِقُونَكَ) ـ بضم الياء وفتحها ـ (٣) : يعني أن عيونهم تؤثر فيك حتى تزلق قدمك. أو يهلكونك بأبصارهم.
__________________
(١) البيت لا يعرف قائله ، والمغلة : التي لها دخل وثمار.
(٢) روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي صلىاللهعليهوسلم يقول : " يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا" ، وأما ما ذهب إليه المؤلف من معنى وإن كان صحيحا في ذاته فهو غير مراد هنا ؛ لأن الآية من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه ، فيجب الإيمان به على مراد الله منه.
(٣) قرأ نافع وأبو جعفر : ليزلقونك بفتح الياء.