سورة ن
قال جار الله المراد بنون الحرف المعروف من حروف المعجم ، وقول من قال : أراد به الدواة لا أدري أهو وضع لغوي أم شرعي.
وقال الجوهري : النون : الحوت وجمعه أنوان ونينان ، والنون : شفرة السيف ، قال الشاعر :
بذي نونين مفصال مقط (١)
والنون اسم سيف لبعض العرب قال الشاعر (الحارث بن زهير) :
سأجعله مكان النون مني |
|
وما أعطيته عرق الخلال |
والنون حرف من حروف العجم.
(وَالْقَلَمِ) : لا تسمى اليراعة قلما. إلا إذا بريت ، وقد تقدم وأقسم به لما فيه من المنافع والفوائد.
(الْمَفْتُونُ) ومفتون أي : مجنون لأنه فتن أي : مجن بالجنون ، والمفتون مصدر كالمعقول والمجلود والمحصول والميسور والمعسور ، قال سيبويه : مهما جاء من هذا الوزن فهو صفة ولا يجيء المصدر عندهم على وزن مفعول البتة. ويتأول قولهم : دعه إلى ميسوره ومعسوره إلى أمر يوسر فيه أو أمر يعسر فيه.
(لَوْ تُدْهِنُ) أي : تلين وتصانع.
(هَمَّازٍ) : كبير الغيبة ، وقال الحسن : يلوي شدقيه في أقفية الناس.
(مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) : نقال للحديث من قوم إلى قوم على وجه السعاية.
(زَنِيمٍ) (٢) : مجاوز للظلم.
(عُتُلٍ) : جاف غليظ من عتله إذا ساقه بعنف ، وقيل زنيم : دعي ، قال حسان : وأنت زميم نيط في آل هاشم : كما نيط خلق الراكب القدح الفرد ، قيل المراد به : الوليد بن المغيرة ، وكان دعيا في قريش.
(سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) الوسم : العلامة ، والخرطوم : الأنف ، والخرطوم من أسماء الخمر وهو كناية عن الإهانة ، لأن الأنف محل العز والأنفة والشمم.
(إِنَّا بَلَوْناهُمْ) : يريد أهل مكة.
__________________
(١) البيت لا يعرف قائله ، وقد ورد في اللسان هكذا : بذي نونين فصال مقط.
(٢) زنيم : دعي ملصق بقومه أو شرير.