سورة المعارج
(سَأَلَ سائِلٌ) : ضمن سأل دعا ؛ فلذلك عداه بحرف الجر ، قيل الداعي : النضر بن الحارث (١) لأنه قال : فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، وقيل : هو رسول الله صلىاللهعليهوسلم استعجل عذاب الكافرين. وقرئ : سال سائل وهي لغة قريش.
(ذِي الْمَعارِجِ) أي : المصاعد ، جمع معرج.
(خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) : من سني الدنيا ، وقيل فيه خمسون موطنا ، كل موطن ألف سنة.
(كَالْمُهْلِ) المهل : دردي الزيت.
(كَالْعِهْنِ) والعهن : الصوف المصبوغ ألوانا ؛ لأن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود فإذا بست وطيّرت في الجو أشبهت العهن المنفوش.
(يُبَصَّرُونَهُمْ) : الضمير راجع إلى الحميم والحميم ، وهما اثنان والضمير جمع.
قال جار الله : راعى معنى العموم أي : لكل حميمين حميمين لا لحميمين اثنين فقط.
(وَفَصِيلَتِهِ) : عشيرته الأدنون الذين فصل عنهم.
(تُؤْوِيهِ) : تضمه.
(إِنَّها لَظى) : الضمير للنار ولم يجر لها ذكر ؛ لكن ذكر العذاب دل عليها.
ويجوز أن يكون ضميرا مبهما ترجم عنه الخبر ، أو ضمير القصة ، ولظى : علم للنار منقول من اللظى وهو اللهب ؛ لأن تلظّي النار التهابها.
(نَزَّاعَةً لِلشَّوى) الشوى : الأطراف ، أو جمع شواه : وهو جلدة الرأس.
(تَدْعُوا) أي : تدعوهم مجاز (٢) عن إحضارهم ، ومنه قول أبي النجم :
تقول للرائد |
|
أعشبت أنزل |
وقيل : تدعو : تهلك. من قول العرب : " دعاك الله" ، أي : أهلكك الله.
__________________
(١) أخرج الحاكم عن سعيد بن جبير أنه النضر بن الحارث. قال الذهبي : حديث صحيح على شرط البخاري.
(٢) الصواب أن الدعاء على حقيقته ، إذ يخلق الله تعالى فيها النار القدرة على الكلام فتناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم.