سورة الدهر
(هَلْ) : بمعنى قد في الاستفهام خاصة ، والأصل : أهل والتقدير : قد على جهة التقرير والتقريب.
سائل فوارس يربوع بشدتنا |
|
أهل رأونا بسفح القاع ذي الأكم |
(مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ) قيل : اختلاط الماءين وقيل : عروق النطفة ، وقيل أمشاج ألوان وأطوار يريد أنها تكون نطفة ثم علقة ثم مضغة ، ويقال من نطفة مشج ، والجمع أمشاج هذا رأي الجوهري. وقال جار الله : أمشاج ليس بجمع وهو مثل برمة أعشار فوصف المفرد بالمفرد ، ومشج ومزج بمعنى.
(كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) أي : منتشرا بالغا أقصى المبالغ من استطار الحريق ، واستطار الفجر.
(عَلى حُبِّهِ) أي : حب الطعام ، وقيل : على حب الله.
(عَبُوساً قَمْطَرِيراً) : القمطرير : الشديد العبوس الذي يجمع ما بين عينيه.
قال الزجاج : اقمطرت الناقة إذا رفعت ذنبها وجمعت قطريها وزمت بأنفها فاشتقه من القطر وجعل الميم مزيدة.
قال أسد بن ناعصة :
واصطليت الحروب في كل يوم |
|
باسل الشر قمطرير الصباح |
(وَلا زَمْهَرِيراً) : هو البرد الشديد ، وقيل : هو القمر ، يعني أن الجنة لا شمس فيها ولا قمر.
قال طائي :
وليلة ظلامها قد اعتكر |
|
قطعتها والزمهرير ما زهر |
(وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) التذليل : أن تجعل ذللا لا تمتنع على قطافها كيف شاءوا ، ويجوز أن يراد أنها خاضعة لهم متقاصرة من قولهم : حائط ذليل إذا كان قصيرا.
(وَأَكْوابٍ) الأكواب : كيزان بلا عروة.
(سَلْسَبِيلاً) : هو صفة لما كان في غاية السلاسة.
(وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَ) : ثم بمعنى : هناك.
(وَشَدَدْنا أَسْرَهُمْ) الأسر : الربط والتوثيق ، ومنه أسر الرجل إذا أوثق بالقد ، وهو الإسار.