سورة التوبة
(بَراءَةٌ مِنَ اللهِ) أي : برئ الله من المشركين من العهود التي كان قررها الرسول والمؤمنين وانقطعت العصمة بينهم ـ لأن مادته الخروج من الشيء والمفارقة له ، ومن ذلك قولك : أبرأته من ما لي عليه وبرأته تبرئة ، وقيل لآخر ليلة من الشهر : ليلة البراء لتبري القمر من الشمس ، ويقال : بارأته إذا فارقته ـ وقرئ من الله بكسر الميم والنون لالتقاء الساكنين.
(يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) الحج مثلث الحاء ـ المصدر ـ وبالكسر : الاسم والحج الأكبر ـ قيل : يوم عرفة ، وقيل : يوم النحر ، والعمرة : الحج الأصغر.
(فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) الإلّ هاهنا : القرابة ، قال :
لعمرك إنّ إلّك من قريش |
|
كإلّ السّقب من رأل النعام (١) |
والإل : لفظ مشترك يطلق على العهد ، والحلف والجوار ، وقيل الإل : الله تعالى ، واستبعده الحذاق ، وقالوا : هو إيل بالعبرانية كما في جبرائيل ؛ لأن جبر هو العبد بالعبرانية وإيل هو الله تعالى وفي قراءة عكرمة أيلا.
(وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ) أي : نقضوا ، من نكث الغزل وهو نقضه.
(وَلِيجَةً) : قوما من غيرهم يلقون إليهم أسرارهم من ولج يلج ولوجا أي : دخل ، والوليجة ، والبطانة ، والدخيلة نظائر ، والولجة ، بالفتح : موضع أو كهف تستتر به المارة من المطر أو غيره.
(سِقايَةَ الْحاجِ) السقاية ، مصدر سقيت الماء ، وكان المشركون يسقون الحاج العسل والسويق والماء.
(وَيَوْمَ حُنَيْنٍ) (٢) اسم مكان ينصرف ولا ينصرف ، ويذكر ويؤنث نظرا إلى البقعة والمكان ، فمن صرفه كالآية ، ومن تركه كقول الشاعر (٣) :
نصروا نبيهم وشدوا أزره |
|
بحنين يوم تواكل الأبطال |
(إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) أي : قذر فاجتنبوهم كما يجتنب الأنجاس وعن
__________________
(١) البيت لحسان بن ثابت ، ديوان حسان بن ثابت ، ص ٤٠٧.
(٢) حنين : واد بين مكة والطائف قريب من ذي المجاز.
(٣) البيت لحسان الديوان (٣٩٣) واللسان ، الطبري ، الفراء.