إليه الأغتام وهو اسم لفعل يزعمون أنه يغير الصور والطبائع فيجعل الإنسان حمارا ولا حقيقة لذلك عند المحصلين. وقد يكون السحر في الكلام البليغ كقوله صلىاللهعليهوسلم : " إن من البيان لسحرا" والجامع في ذلك كله هو الأخذة ، ويطلق السحر على ما دق مأخذه ولطف تأثيره ، حتى قال الأطباء : " الطبيعة ساحرة" ، وسموا الغذاء سحرا من حيث إنه يدق ويلطف تأثيره.
(وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ) هذه اللام تسمى لام العاقبة ، نظيرها قوله تعالى : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً) [القصص : ٨].
(رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ) [يونس : ٨٨] الطمس لغة : إزالة الأثر بالمحو ، فتارة يتعدى بحرف الجر وتارة بنفسه ، فالأول كالآية ، والثاني قوله تعالى : (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً) [النساء ـ ٤٧].