ضحكت تعجبا من إحياء الله تعالى العجل المشوي وعوده إلى مرعاه ، وقيل : ضحكت من البشارة بالولد وفيه تقديم وتأخير ، والتقدير : فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب فضحكت ، وقيل ضحكت : حاضت من ضحكت الأرنب اذا حاضت ، وضحكت السّمرة إذا سالت منها صمغة تشبه الدم ، وقيل : ضحكت : أشرق لونها حين بشرت بالولد من قولهم : ضحكت الروضة كما قال الأعشى :
يضاحك الروض منها كوكب |
|
شرق مؤزّر بعميم النّبت مكتهل |
(لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) الأواه : الذي يكثر التأوه ، ويطلق على من يظهر خشية الله تعالى ، وقيل في الأواه : المؤمن الداعي ، ويقال : إيها إذا كففته ، وويها إذا أغريته ، وواها إذا تعجبت منه.
(وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً) يقال لمن لا يطيق الأمر : " ضاق به ذرعا" وأصل الذّرع بسط اليد ، فكأنك تريد مددت يدي إليه فلم أنله ، وربما قالوا : ضقت به ذراعا.
(يَوْمٌ عَصِيبٌ) : شديد الشر ، وكذلك عصبصب ، وأصله من العصب : وهو الشد والحبل الذي يعصب به : عصاب.
(يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ) الإهراع : الإسراع.
(آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) تقول : أوى فلان إلى منزله يأوي أويا ، وإيواء ، وإواء وآويته إيواء وأويته إذا أنزلته بك ، والركن ما يركن إليه الإنسان من مال أو جند أو عشيرة وكل ما يوجب قوة.
(بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) القطع من الليل : الجزء من الساعة.
(وَأَمْطَرْنا عَلَيْها) قال الجوهري : مطر وأمطر على حد سواء في لغة القوم ، وكذا قال الراغب ، لكن قال : يقال مطر في الخير ، وأمطر في العذاب ، وحجة من يقول مطر وأمطر بمعنى قوله تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا) [الأحقاف ـ ٢٤] وجميع ما جاء في القرآن في آية العذاب أمطر.
(حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) السجيل : حجارة من طين مخلوط فيه حجارة مشوية بالنار.
(مَنْضُودٍ) : المتراكب بعضه على بعض من نضّدت المتاع أنضّدّه بالكسر إذا نزّلت بعضه فوق بعض.