عن الأول والإيجاب للثاني ، و «لا» للإيجاب للأول والنفي للثاني ، ولكن للاستدراك ، وحتى للغاية ، وإما للتخيير والإباحة.
حروف الإغراء
عليك ، وإليك ، ودونك ، ورويدك ، وكذبك كذا (١).
وقد يغرى بغير حرف ، فيقال : رأيك ونفسك. قال الله تعالى : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) (٢) جمع بينهما للتأكيد.
حروف القسم
ثلاثة : الباء والتاء والواو ، وقد يقسم بحذف هذه الحروف فينصب المحلوف به كقولهم : حياتك لأفعلنّ ، وعمرك لأذهبنّ ، وايمن الله.
ـ روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه «قال ليزيد بن ركانة حين طلق امرأته بالكناية فقال له : آلله ما أردت ثلاثا» (٣).
__________________
(١) قال ابن فارس : ذهب علماؤنا أو أكثرهم إلى أنّ الذي انتهى إلينا من كلام العرب هو الأقل ، ولو جاءنا جميع ما قالوه لجاء شعر كثير وكلام كثير ، ألا ترى أنا نسألهم عن حقيقة قول العرب في الإغراء : كذبك كذا ، وعما جاء في الحديث من قوله : «كذب عليكم الحج» ، و «كذبك العسل» ونحن نعلم أنّ قوله : كذب ، يبعد ظاهره عن باب الإغراء.
وقال ابن منظور : «وكذب عليكم الحجّ» من رفع جعل كذب بمعنى وجب ، ومن نصب فعلى الإغراء.
وفي اللسان والنهاية قال : ومنه حديث عمر : إن عمرو بن معديكرب شكا إليه المعص (وهو التواء في عصب الرجل) ، فقال : كذب عليك العسل ، يريد : العسلان ، وهو مشي الذئب ، أي : عليك بسرعة المشي.
(٢) سورة المائدة : آية ١٠٥.
(٣) الحديث : «إن ركانة بن عبد يزيد طلّق امرأته سهيمة المزنية ألبتة ، ثم أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله ، إني طلّقت امرأتي سهيمة ألبتة ، والله ما أردت إلا واحدة ، فقال رسول الله : والله ما أردت إلا واحدة؟ فقال ركانة : والله ما أردت إلا واحدة. فردّها إليه رسول الله ، فطلقها الثانية في زمن عمر ، والثالثة في زمن عثمان رضي الله عنهما».
الحديث ، أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم والدار قطني. راجع شرح السنة ٩ / ٢٠٩.