الوجوب النفسي مشروطا بالوقت لكن الوجوب الغيري غير مشروط به. أو للبناء على كون الوجوب الغيري وإن كان مشروطا بالوقت أيضا كالوجوب النفسي لكنه على نحو الشرط المتأخر ، وإن كان اشتراط الوجوب النفسي به على نحو الشرط المتقدم ، فيختلف الوجوبان في نحو الاشتراط وإن كانا متفقين في أصل الاشتراط ، وذلك الاختلاف ناشئ من اختلاف ملاكيهما في نحو الاناطة ، أو للبناء على كون الوجوب النفسي مشروطا بالوقت بوجوده اللحاظي الذهني لا الخارجي الحقيقي ، فقبل تحقق الشرط في الخارج يكون الوجوب حاصلا لكنه منوط لا مطلق ، وإذا كان موجودا قبل تحقق الشرط خارجا كان الوجوب الغيري كذلك ، فيكون باعثا إلى فعل المقدمة قبل تحقق الشرط. أو للبناء على كون المقدمة قبل الوقت واجبة وجوبا تهيئيا. وهذه الوجوه كلها مذكورة في تقريب عبادية المقدمات العبادية قبل الوقت مع قطع النظر عن الأمر بها من جهة اخرى (١).
لكن يشكل الاخير : بأنه لا معنى للوجوب التهيئي إلّا الوجوب الغيري ، كما عن كشف اللثام الاعتراف به (٢). ويشكل ما قبله : بانه لو سلم وجود الوجوب
__________________
(١) لكن الوجوب الغيري ـ على تقدير ترشحه من الواجب النفسي ـ وان كان مترشحا من الوجوب التعبدي ـ ليس بتعبدي بل هو توصلي ولذا لا يعتبر في غسل الثوب والبدن والستر ونحوه قصد القربة وعليه فالوجوه المذكورة لا تصحح عبادية المقدمات قطعا حتى وإن تمت في انفسها.
(٢) يمكن ان يقال ان الصحابة كانوا يتوضئون في خارج المسجد حتى يدركوا