عليّ كذا» : جعلت لله عليّ كذا ، أم لام الالتزام ، فيكون معناه : التزمت لله تعالى (١) ، أما على الأوّل فلأن اعتبار الملكية للشيء يتوقف على كون الشيء محبوبا للمالك ومرغوبا فيه له ، ولذا لا يصح أن تقول : لزيد عليّ أن يخيط ثوبي ، كما يصح أن تقول : لزيد عليّ أن أخيط ثوبه. وأمّا على الثاني فكذلك ، إذ لا يصح اعتبار مفهوم الالتزام للغير بشيء إذا لم يكن راجحا في نظره ، لأن معنى الالتزام له الالتزام لأجله ، ولا معنى لكون الالتزام لأجل الغير إذا لم يكن الملتزم به محبوبا لذلك. فلا يصح أن تقول : التزمت لأجلك أن أهدم دارك ، كما يصح أن تقول : التزمت لأجلك أن أبنى دارك.
إذا عرفت هذا تعرف (٢) أن القيود المرجوحة المأخوذة في موضوع النذر (تارة) : يكون التقييد بها تمام المنذور ، فيبطل النذر ، كما لو نذر أن يوقع صلاته الواجبة في الحمام ، بحيث يكون المقصود نذر إيقاعها في الحمام وكونها فيه لا نذر نفس الصلاة (واخرى) : يكون بعض المنذور ، كما لو نذر أن يصلي صلاة في الحمام ، فيكون المنذور نفس الصلاة وكونها في الحمام وحكمه بطلان نذر التقييد ، وحينئذ فان كان النذر المتعلق بالذات والتقييد منشأ بنحو وحدة المطلوب بطل في الذات ، وإن كان بنحو تعدد المطلوب صح في الذات فقط (وثالثة) : يكون خارجا عن المنذور بأن يكون لوحظ مرآة للذات الملازمة للتقييد ، فيكون تمام المنذور
__________________
(١) احتياج الفعل (التزمت) إلى حرف اللام (لله) دليل على ان اللام في النذر (لله عليّ) ليس للالتزام ولذا جعله سيدنا الاستاذ الماتن غير ظاهر.
(٢) الظاهر انه لا ملازمة بين المعرفتين فالاحسن تغيير العبارة.