وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة (١) ، وفيه نظر.
بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين (٢) ، وهذا ليس طعنا في نفس الرجل كما عرفته وستعرفه (٣).
__________________
، الوجيزة للبهائي : ٥ ، مقباس الهداية : ٢ / ٢٩٤.
وذكرت بعض هذه الألفاظ في كتب العامة ، راجع تدريب الراوي : ١ / ٣٤٥ ـ ٣٤٨ ، مقدمة ابن الصلاح : ٧٢ ـ ٧٣ ، وعدّ ابن حجر في ديباجة التقريب : ١ / ٥ ، متروك وساقط ، من المرتبة العاشرة.
(١) وهو السيد السند ، والمولى المعتمد السيد محسن البغدادي النجفي دام ظله ( منه. قده ) ، راجع عدّة الرجال : ٣١.
وقال أيضا في العدّة : ٥١ : إذا قيل : مخلّط ، على الإطلاق ، أي في نفسه واعتقاده ، كمختلط الأمر ، فإن قيل : فيما يرويه ، كما قال ابن الوليد في محمّد بن جعفر بن بطة : مخلّط فيما يسنده ، فهم منه أنّه ليس بمخلط في اعتقاده.
وقد ذهب إلى هذا المعنى السيد الصدر في نهاية الدراية : ١٦٩ وقال ـ بعد أن ذكر ما ذكره الأعرجي ـ : ثم انيّ عثرت على حديث في التهذيب يدلّ على استعمال الامام لفظ مخلط فيما ذكرنا من فساد المذهب ، رواه الشيخ عن إسماعيل الجعفري قال : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : رجل يحب أمير المؤمنين عليهالسلام ولا يتبرأ من أعدائه ، ويقول : هو أحب إلى ، فقال عليهالسلام : هو مخلّط وهو عدو لا تصلّ خلفه ولا كرامة ، إلاّ أن تتقيه ، الحديث.
(٢) قال المجلسي الأول في روضة المتقين : ١٤ / ٤٠٦ ، في ترجمة عمر بن عبد العزيز : بصري ، مخلّط ، أي يدخل أخبار الغلاة والعامة في حديثه.
(٣) وقد اعترض المولى الكني في التوضيح : ٤٤ على تنظر الحائري من دلالة الكلمة على فساد العقيدة ، حيث قال : ثم استشهد على مختاره بما لا يشهد له ، إذ غايته إطلاق ذلك على غير فاسد العقيدة ، ولا مجال لإنكاره ، وأين هذا من ظهور الإطلاق ، كما أنّ كون المبدأ الخلط الذي هو المزج لا يقتضي ما ذكره ، فان استعمال التخليط في فساد العقيدة أمر عرفي لا ينكر ، ولا ينافيه كون أصل اللغة على خلافه ، مع أنّه لا مخالفة ، إذ فساد العقيدة ربما يكون بتخليط صحيحها بسقيمها ، بل الغالب في المرتدين عن الدين أو المذهب كذلك ،