وصلافة رادا عليه قائلا :
« حسبنا كتاب الله »
والمتأمل في هذا الرد تنفتح أمامه الكوة التي تطل على تآمرهم وعلى مخططاتهم في اقصاء أمير المؤمنين عن جهاز الحكم فانهم لو كانوا يحتملون ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يوصي بالخلافة إليه وانما يوصي بحماية الثغور أو بالمحافظة على طقوسه الدينية لما قابلوه بهذه الجرأة وماردوا رغبته ، ولكنهم علموا ما يريده فقاموا بعمليات التخريب والافساد ، وعلى اي حال فقد كثر الخلاف والتشاجر فى ذلك ، وانطلقت النسوة من وراء الستر فقلن لهم :
« الا تسمعون ما يقول رسول الله :؟ »
فثار عمر وصاح فيهن لئلا يفسد عليهم الامر قائلا :
« انكن صويحبات يوسف إذا مرض عصرتن اعينكن ، واذا صح ركبتن عنقه .. »
فرمقه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بطرفه وقد ازعجه كلامه فقال له :
« دعوهن فانهن خير منكم »
وكادت أن تفوز الجبهة التي رغبت في تنفيذ ارادة الرسول فانبرى احد المعارضين فسدد لهم سهما افسد عليهم أمرهم فقال : ويا لهول ما قال :
« إن النبي ليهجر .. » (١)
__________________
(١) ذكر الحادثة البخاري عدة مرات في ٤ / ٦٩ وص ٩٩ وفي ج ٦ / ٨ وكتم اسم القائل لهذه الكلمة وصرح ابن الاثير فى نهاية غريب الحديث وغيره ان القائل هو عمر بن الخطاب ، وقد اعترف عمر في حديثه مع ابن عباس انه صد النبي (ص) عن الكتابة فى علي وعترته ، كما في شرح النهج المجلد الثالث ص ١١٤