بآرائها ولم يأخذوا موافقتها في الخليفة الجديد ، كما ان المكان الذي اجرى فيه الانتخاب كان مخفيا الى ابعد الحدود يقول عبد الوهاب النجار
« يرى المطلع على الشكل الذي حصلت به بيعة أبي بكر ان الاستشارة فى أمرها كانت ناقصة نقصا ظاهرا لان المعقول في مثل هذه الحال أن يتخذ المسلمون مكانا يجتمعون فيه وان يؤذن الناس به من قبل .. » (١)
إن انتخاب أبي بكر كان مشوها الى أبعد الحدود ، فقد انسحبت عن اختياره وانتخابه الشخصيات الفذة التي ساهمت في بناء كيان الاسلام وفي طليعتها الامام أمير المؤمنين عليهالسلام ومن يمت إليه من الهاشميين ووجوه الصحابة كسلمان الفارسي ، وأبي ذر وعمار بن ياسر ، وأبي بن كعب ، ومن الهاشميين الزبير وعتبة بن أبي لهب والعباس وغيرهم كما امتنع جميع الانصار أو بعضهم عن البيعة ، وقالوا » لا نبايع الا عليا » (٢) ومع انسحاب هذا العدد الضخم من الانتخاب ، وفيهم الضروس ، والرءوس ، والاعلام من المهاجرين والانصار كيف تكون البيعة مشروعة ، والانتخاب صحيحا؟!!
٣ ـ ان المسلمين قد أرغموا على بيعة أبي بكر ، وأكرهوا عليها ولم تكن ناشئة عن اختيارهم وارادتهم فقد لعبت درة عمر في تحقيقها وايجادها حتى ذهل المسلمون ، ولم يشترطوا فى ضمن العقد أن يسير الخليفة على كتاب الله وسنة نبيه كما اشترطوا ذلك على الخلفاء من بعده ولعل لهذه الاسباب حكم عمر بعدم مشروعيتها ، وعدم مشروعية أساليبها ، كما حكم بالقتل لمن يعود لمثلها.
__________________
(١) الخلفاء الراشدون : ص ١٦
(٢) تأريخ ابن الاثير