أراد الحكمة فليأتها من بابها ، وانكم جميعا مضطرون فيما اشكل عليكم من أمور دينكم إليه ، وهو مستغن عن كل أحد منكم الى ما له من السوابق التي ليست لأفضلكم عند نفسه ، فما بالكم تحيدون عنه ، وتبتزون عليا على حقه ، وتؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة ، بئس للظالمين بدلا ، اعطوه ما جعله الله له ، ولا تولوا عنه مدبرين ، ولا ترتدوا على اعقابكم فتنقلبوا خاسرين .. (١)
وانبرى الصحابي العظيم خزيمة بن ثابت فقال : « أيها الناس ، الستم تعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل شهادتي وحدى ، ولم يرد معي غيرى؟ فقالوا بلى. قال : فاشهد أني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل ، وهم الأئمة الذين يقتدى بهم ، وقد قلت ما علمت ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين .. »
وانطلق الصحابي الكبير أبو الهيثم بن التيهان فقال : « وأنا أشهد على نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه أقام عليا يوم غدير خم ، فقالت الانصار ما أقامه الا للخلافة ، وقال بعضهم : ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه مولى من كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مولى له ، وكثر الخوض في ذلك فبعثنا رجالا منا الى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فسألوه عن ذلك؟ فقال : قولوا لهم : على ولي المؤمنين بعدي ، وانصح الناس لأمتى ، وقد شهدت بما حضرني فمن شاء فليؤمن ، ومن شاء فليكفر ، إن يوم الفصل كان ميقاتا .. »
__________________
(١) احتجاج الطبرسي ص ٤٣