ولم يطبق ذلك أبو بكر فالغى الشهادة ورد الدعوى ، وثانيا ـ انه رد شهادة أمير المؤمنين ، وهو مع القرآن ، والقرآن معه لا يفترقان كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١) ـ وثالثا ـ انه رد شهادة السيدة الصالحة أم ايمن وقد شهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنها من أهل الجنة (٢)
وخرجت سيدة النساء من عند أبي بكر وهي تتعثر باذيالها من الخيبة قد انهد كيانها والم بها الشجى والحزن يقول الامام شرف الدين نضّر الله مثواه.
فليته اتقى فشل الزهراء في مواقفها بكل ما لديه من سبل الحكمة ، ولو فعل لكان ذلك أحمد في العقبى ، وابعد عن مظان الندم ، وأنأى عن مواقف اللوم ، واجمع لشمل الامة واصلح له بالخصوص
وقد كان فى وسعه أن يربأ بوديعة رسول الله ووحيدته عن الخيبة ويحفظها عن أن تنقلب عنه وهي تتعثر باذيالها ، وما ذا عليه ، إذ احتل محل أبيها لو سلمها فدكا من غير محاكمة؟! فان للامام أن يفعل ذلك بولايته العامة ، وما قيمة فدك في سبيل هذه المصلحة ، ودفع هذه المفسدة؟ » (٣)
إن أبا بكر لم يصنع الجميل ، ولم يفعل المعروف مع بضعة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد كان بوسعه أن يقر يدها على فدك ، ولا يستعمل معها اللف والدوران ، ولا يواجهها بمثل هذه القسوة والجفوة ، ولكن الأمر كما حكاه على بن الفارقي احد اعلام بغداد ومن المدرسين في مدرستها
__________________
(١) مستدرك الحاكم ٣ / ١٢٤ الصواعق المحرقة ص ٧٥
(٢) الاصابة
(٣) النص والاجتهاد : ص ٣٧