دق الله بينكما عطر منشم » (١)
والتفت الى القرشيين فقال لهم :
« ليس هذا أول يوم تظاهرتم فيه علينا ، فصبر جميل ، والله المستعان على ما تصفون. »
واندفع ابن عوف الى الامام يهدده
« يا علي ، لا تجعل على نفسك سبيلا »
وغادر الامام المسجد وهو يقول :
« سيبلغ الكتاب أجله. »
وانطلق الطيب ابن الطيب عمار بن ياسر ، وهو يخاطب ابن عوف :
__________________
ـ أو بذلك امرك صاحبك ـ يعنى ابا بكر ـ قال والله إني قاتلك ، وكان عبد الله ابن عمر وابو قتادة الانصاري الى جانبه فعذلاه عن قتله فأبى وقال : لا اقالنى الله إن لم اقتله ، وامر ضرار بن الازور بضرب عنقه ، فالتفت مالك الى زوجته ، وقال لخالد : هذه التي قتلتني ، فقال له خالد : بل الله قتلك برجوعك عن الاسلام ، فرد عليه مالك قائلا : إني على الاسلام ، وقام ضرار فقتله صبرا وجعل خالد رأسه اثفية لقدر ، وقبض على زوجته وبنى بها في تلك الليلة ، ودرأ ابو بكر عنه الحد بدعوى انه تأول فأخطأ ، يراجع فى تفصيل الحادث المؤسف النص والاجتهاد للامام شرف الدين.
(١) منشم : ـ بكسر الشين ـ اسم امراة كانت بمكة عطارة ، وكانت خزاعة وجرهم اذا ارادوا القتال تطيبوا من طيبها ، وكانوا اذا فعلوا ذلك كثرت القتلى فيما بينهم ، فكان يقال اشأم من عطر منشم ، صحاح الجوهرى ٥ / ٢٠٤١ وقد استجاب الله دعاء الامام فكانت بينهما اشد المنافرة والخصومة واوصى ابن عوف ان لا يصلي عليه عثمان.