ويتهمه في دينه ، ويقول فيه : قتلنا عثمان يوم قتلناه وهو كافر (١) وكان الحسن يسنده ، ويدعم أقواله ، أو أنه ظهر منه الاسى على عثمان في حرب صفين الذي ثأر فيه معاوية للطلب بدم عثمان ، ففى أي موقف أظهر الامام حزنه وأساه على عثمان؟؟
وأما الرواية التي استند إليها الدكتور طه حسين لتدعيم قوله ، فقد رواها البلاذري عن المدائني (٢) الذي عرف بالنصب والعداء لأهل البيت وافتعال الروايات الحسنة في بني أميّة (٣) والغرض من وضع هذه الرواية أن يضفي على عثمان ثوب القداسة ، ويجعل له رصيدا من الحب في نفوس صلحاء المسلمين ، ومضافا لضعف سندها فيرد عليها بعض المؤاخذات وهي
١ ـ إن الامام امير المؤمنين قد تلطف في خطابه مع ولده الحسن ، وبين له الحكم الشرعي ، ولم يواجهه بلاذع القول فما الذي دعا الحسن ان يقابله بتلك الكلمات المرة ، وهو وارث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وشبيهه في سمو أخلاقه وكريم طباعه.
٢ ـ إن الامام الحسن كان من جملة المدافعين عن عثمان ـ كما يقولون ـ وكان ذلك بأمر من أبيه فكيف يتهمه بقتل عثمان؟
٣ ـ إن الامام لم يكن له أي دخل في قتل عثمان ، ولا في التآمر عليه ، وإنما قتلته أعماله ، وأجهزت عليه الاحداث التي ارتكبها ، فكيف يتهم الحسن أباه بقتله؟
وبعد الاحاطة بما ذكرنا لا تبقى للرواية اي قيمة في سندها ولا في
__________________
(١) التمهيد للباقلانى صفحة ٢٢٠
(٢) الانساب ٥ / ٨١
(٣) الطبري ٤ / ٢٤٠