وذهبت الشيعة الى أن تعيين الامام ليس بيد الامة ، ولا بيد أهل الحل والعقد منها ، والانتخاب فى الامامة باطل والاختيار فيها مستحيل ، فحالها كحال النبوة فكما أنها لا تكون بايجاد الانسان وتكوينه كذلك الامامة لأن العصمة ـ التي هي شرط في الامامة ـ لا يعرفها الله المطلع على خفايا النفوس ، وقد اوضح ذلك واستدل عليه حجة آل محمد ومهدي هذه الأمة القائم المنتظر عليهالسلام في حديثه مع سعد بن عبد الله فقد سأل الامام عن العلة التي تمنع الناس من اختيار امام لأنفسهم فقال عليهالسلام له :
ـ يختارون مصلحا او مفسدا؟
ـ بل مصلحا
ـ فهل يجوز ان تقع خيرتهم على المفسد بعد ان لا يعلم أحد بما يخطر ببال غيره من صلاح او فساد
ـ بلى
ـ فهي العلة أوردها لك ببرهان يثق به عقلك ، اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله ، وانزل الكتب عليهم ، وأيدهم بالوحي والعصمة ، إذ هم أعلام الامم ، وأهدى الى الاختيار ، منهم مثل موسى وعيسى ، هل يجوز مع وفور عقلهما ، وكمال علمهما إذا همّا بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن
ـ لا
ـ هذا موسى كليم الله مع وفور عقله ، وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن