إن قوله (ع) ( الكثير في ذات الله قليل ) ينم عن أن هذا العطاء إنما هو في سبيل الله تعالى لا يبتغي من احد جزاء أو شكورا.
٥ ـ ومن مكارمه (ع) انه خرج هو وأخوه الحسين (ع) وابن عمهما عبد الله بن جعفر (١) وافدين إلى بيت الله الحرام ، وفى أثناء الطريق أصابهم جوع وعطش وقد سبقتهم اثقالهم ، فانعطفوا على بيت قد ضرب أطنابه في وسط تلك البيداء القاحلة ، فلما وصلوا إلى البيت لم يروا فيه إلا عجوزا فطلبوا منها شرابا وطعاما ، فأجابت بما طبعت عليه نفس الكريم قائلة :
نعم.
__________________
(١) عبد الله بن جعفر بن ابي طالب الهاشمي ، وأمه اسماء بنت عميس الخثعمية ولد بأرض الحبشة لما هاجر إليها ابوه ، ولما قتل جعفر مسح النبي على راس عبد الله وقال : اللهم اخلف جعفرا فى ولده ، وقال فيه صلىاللهعليهوآلهوسلم عبد الله يشبه خلقى وخلقى ، واطلع (ص) عليه يوما وهو يبيع مع الصبيان فقال اللهم بارك له فى بيعه او صفقته ، وهو احد الاجواد المشهورين ، ونقلت عن جوده وسخائه اخبار كثيرة وفيه يقول عبد الله بن قيس الرقيات
وما كنت إلا كالأغر ابن جعفر |
|
راى المال لا يبقى فأبقى له ذكرا |
ويقول فيه الشماخ بن ضرار :
إنك يا ابن جعفر نعم الفتى |
|
ونعم مأوى طارق إذا اتى |
ورب ضيف طرق الحى سرى |
|
صادف زادا وحديثا ما اشتهى |
توفي سنة ثمانين من الهجرة ، وقد عرف ذلك العام الذي توفي فيه بعام الجحاف لحدوث سيل كان ببطن مكة اجحف الحاج وذهب بالابل وعليها الحمولة جاء ذلك فى الاصابة ج ٢ ص ٢٨٩ ـ ٢٩٠.