( فداؤها أبوها ) قال ذلك ثلاث مرات (١).
وبلغ من حبه ، وتقديره لها أنه إذا سافر جعلها آخر الناس عهدا به ، وإذا قدم من سفره جعلها أول من يقصده (٢).
وروى أنس بن مالك أن رسول الله (ص) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت ، ويتلو قوله تعالى : ( إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ) الآية.
لقد كان كلف النبي (ص) واشفاقه على بضعته الزهراء (ع) فوق كلف الآباء واشفاقهم على أبنائهم (٣) ومن المعلوم الذي لا ريب فيه ان الرسول (ص) لم يمنحها هذا العطف ، ولم يفض عليها هذا التكريم لأنها ابنته ولا عقب له سواها فان شأن النبوة بعيد كل البعد عن المحاباة والاندفاع بعاطفة الهوى والحب ، وانما صنع ذلك لتشييد الفضيلة
__________________
(١) الصواعق المحرقة ص ١٠٩.
(٢) مستدرك الحاكم ٣ / ١٥٤.
(٣) كتب المستشرق « لامنس » فى كتابه « فاطمة وبنات محمد » مغالطات وبحوثا معكوسة يقول عند التحدث عن سيدة النساء فاطمة (ع) ما نصه « ولم يكن شأنها في بيت والدها خطيرا ظاهر الأثر بادي الخطورة ، بل لقد كان خطرها اقل من خطر عائشة وزينب ، وحفصة ، واضاف يقول : ولقد كانت تعامل فى بيت والدها معاملة عادية » ان لا منس معروف بعمالته للاستعمار وبحقده على الاسلام ، فمن اي مصدر استنتج منه هذه النتائج ، وقد طفحت الكتب الاسلامية بالاخبار المتظافرة الواردة عن النبي (ص) فى سمو منزلتها وعظيم شأنها عنده (ص) وما ذكرناه من الاحاديث السابقة التي اجمع المسلمون على روايتها تدل بوضوح على مدى تكريم النبي لها (ص) ، وانما اراد ( لا منس ) تشويه الاسلام والحط من اهم شخصياته الرفيعة.