ـ أي ماء هذا؟
ـ ماء الحوأب.
فذعرت ، وذاب قلبها أسى وحسرات على ما فرطت في أمرها وقالت :
ـ ما أراني إلا راجعة!!
ـ لمّ ـ يا أم المؤمنين؟
ـ سمعت رسول الله يقول لنسائه : كأني بإحداكنّ قد نبحتها كلاب الحوأب ، (١) وإياك أن تكوني أنت يا حميراء.
ـ تقدمي رحمك الله ودعى هذا القول ولم تقتنع عائشة واصرت على الانسحاب فعلم ذلك طلحة والزبير فاقبلا يلهثان لأنها متى انفصلت عن الجيش ذهبت آمالهما أدراج الرياح فتكلما معها في الامر فاصرت على
__________________
ـ رجل فقتله وانشد يقول :
واشعث قوام بآيات ربه |
|
قليل الاذى فيما ترى العين مسلم |
ضممت إليه بالقناة قميصه |
|
فخر صريعا لليدين وللفم |
على غير ذنب غير ان ليس تابعا |
|
عليا ومن لا يتبع الحق يظلم |
يذكرني حاميم والرمح شاجر |
|
فهلا تلا حاميم قبل التقدم |
يقال قتله كعب بن مدلج ، وقيل معاوية بن شداد ، وقيل غيرهما الاستيعاب ٣ / ٣٤٩.
(١) روى ابن عباس عن رسول الله (ص) انه قال يوما لنسائه وهن جميعا عنده : ايتكن صاحبة الجمل الأدب تنبحها كلاب الحوأب ، يقتل عن يمينها وشمالها قتلى كثيرة كلهم فى النار وتنجو بعد ما كادت ، شرح النهج ٢ / ٤٩٧ وهذا الحديث من اعلام النبوة ومن اخباره بالمغيبات.