لا يشرك أحدا في دعائه حتى توارى في حجرته (١) وكان تأسيس هذا البيت الجديد في السنة الثانية من الهجرة (٢). ويمتد الزمن بعد زواج الامام عليهالسلام والعيش هادئ ، والحياة البيتية كل يوم في سرور قد غمرتها المودة والوداعة ، وبذل المعونة وترك الكلفة واجتناب هجر الكلام ومره ، فكان الامام يشارك زوجته في شئونها البيتية ويعينها بما تحتاج إليه فكانت حياتهما أسمى مثل للرابطة الزوجية الرفيعة.
وفي فترات تلك المدة السعيدة عرض للصديقة (ع) حمل وكان الرسول يبشر بطلائعه وأنه غلام وذلك حينما جاءت إليه أم الفضل تطلب منه تفسير رؤياها (٣) قائلة له يا رسول الله (ص) إني رأيت
__________________
(١) مجمع الهيثمي ٦ / ٢٠٧.
(٢) تأريخ الخميس ج ١ ص ٤٠٧ جاء فيه ان عليا تزوج فى السنة الثانية في رمضان وبنى بها فى ذي الحجة ، وذكر المسعودي في مروج الذهب ج ٢ ص ١٨٧ ان تزويج الامام عليهالسلام بفاطمة كان بعد سنة من الهجرة وقيل اقل من ذلك وكان عمر الامام علي عليهالسلام فى ذلك الوقت إحدى وعشرين سنة وخمسة اشهر وعمر الصديقة عليهاالسلام خمس عشرة سنة وخمسة اشهر كما ذكر ذلك ابن حجر في المواهب اللدنية ج ١ ص ٢٥٧ وذكر المسعودي في مروج الذهب ج ١ ص ٤٠٣ ان عمر الزهراء عليهاالسلام كان ثماني عشرة سنة وعلي عليهالسلام عمره خمس عشرة سنة وجاء هذا أيضا فى طبقات الصحابة ج ٨ ص ١٣ وجاء فى البحار ج ١٠ ص ٤ ان عمرها الشريف كان عشر سنين وانها توفيت وعمرها ثماني عشرة سنة.
(٣) أمّ الفضل : هى زوجة العباس بن عبد المطلب واسمها لبابة وهى بنت الحارث الهلالية وهى اول امرأة آمنت بعد خديجة (رض) وهى شقيقة ميمونة زوجة النبيّ (ص) وهي إحدى الروايات عن النبي كذا جاء في الاصابة ج ٤ ص ٤٨٣ وفي الاستيعاب المطبوع على هامش الاصابة ج ٤ ص ٣٩٨ ، ان النبي (ص) كان