ولما أذيع نبأ ولادة الصديقة بالمولود المبارك غمرت موجات من السرور والفرح قلب النبيّ (ص) فسارع إلى بيت ابنته ـ أعز الباقين ، والباقيات عليه من ابنائه ـ ليهنئها بمولودها الجديد ويبارك به لاخيه امير المؤمنين ، ويفيض على المولود شيئا من مكرمات نفسه التي طبق شذاها العالم باسره ولما وصل (ص) الى مثوى الامام نادى :
« يا أسماء : هاتيني ابني .. »
فانبرت أسماء ، ودفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها.
وقال :
« الم أعهد إليكم أن لا تلفوا المولود في خرقة صفراء؟ »
وقام (ص) فسرّه ، وألباه بريقه (١) وضمه إلى صدره ، ورفع يديه بالدعاء له.
__________________
الاستاذ محمد فريد وجدي فى « دائرة المعارف ج ٣ ص ٤٤٣ » ان ولادة الحسن ٧ كانت قبل الهجرة بست سنين فهو مخالف لاجماع المؤرخين فانه قبل الهجرة لم يكن الامام امير المؤمنين متزوجا بالصديقة كما اوضحنا ذلك ، واما كيفية ولادة الصديقة بالامام (ع) فقد جاء بيانها فى تأريخ الخميس ج ١ ص ٤٧٠ انه لما حان وقت ولادتها بعث إليها رسول الله (ص) اسماء بنت عميس وأم ايمن فقرأتا عليها آية الكرسي والمعوذتين وحدثت اسماء فقالت : قبلت فاطمة بالحسن (ع) فلم أر لها دما فقلت يا رسول الله إني لم أر لفاطمة دما فى حيض ولا نفاس فقال (ص) أما علمت ان فاطمة طاهرة مطهرة لا يرى لها دم فى طمث ولا ولادة ، وكانت مدة حملها به ستة اشهر ، وذهب صاحب « الفصول المهمة » الى خلافه وعليه فلم يولد مولود عمره ستة اشهر فعاش إلا عيسى بن مريم ٧ كما ذكر ذلك فقيد العلم الأمينى ; فى « اعيان الشيعة ج ٤ ص ٣ ».
(١) سرأه : قطع سرته ، ألباه بريقه ، مأخوذ من اللباء ، وهو اول اللبن عند الولادة ، والمراد انه «ص» اطعمه بريقه كما يطعم الصبي اللباء.