اللازمة للمعاد الخيالي بحسب تعبيير البعض في کتابه الأسفار مع وصفه له بأنه هو مراد القرآن الکريم ، وهو عين ما قال به ، وقد نقل الميرزا حسن البجنوردي عن الشيخ النائيني أنّه قال فيه : ( لولا شبهة حصلت له ، لحکمنا بکفره ) ، (١) ونجد له رأي في ( شرح الداية الأثيرية ) ، قال فيه بالبدن المثلي لا العيني ، حيث قال فيه : ( ... ثم اعلم أنّ إعادة النفس إلى بدن مثل بدنها الذي کان لها في الدنيا ... ). (٢)
٣. عدم بحثها بشکل مفصل من قبل بعض هؤلاء الأربعة ، کالخواجة نصير الدين الطوسي ، فإنّ کل ماکتبه عنها لا يتجاوز أربعة أسطر مجملة ، قام بعض الشرّاح بتفصيلها ، ولکن من الصعب أن نُحمّلهُ نظر الشرّاح في بعض المسائل ؛ لاحتمال أنّه لم يکن مراده ما لم نقطع بوجود قرائن تدل على ذلک ، وکذلک بالنسبة للغزالي فقد أتکل في بيانها وإثباتها وما يتعلق بها على الشرع المقدّس.
٤. نقد البعض لهؤلاء الأربعة غير واضح ، أو أنّه يأتي بدليل هو في نفسه غير ثابت ، فبدل أنّ يحل المسألة يعقدها أکثر ، کما سيأتي ذکر بعضها في هذه الرسالة.
٥. سعة الموضوع وقلة مصادره لبعض منهم ، وتشعبه ، وغموض أکثر مسائله ، باعتبار أنّها من المسائل الغيبية المستقبلية ، وجزئيتها تخرجها عن دائرة بحثها العقلي ، ولکن عند ما نرجع فيها إلى النقل نجد فيه اختلافاً في الظاهر ، کمسألة کيفية المعاد التي هي مدار البحث في هذه الارسالة ، فالقرآن يطرح لها کيفيتين ، جسمانية وروحانية ، والروايات الشريفة تارة تبين الأمر بعين هذا البدن ، وأخرى بمثل هذا البدن ، کما في رواية أبي العوجاء عند ما سأل الامام الصادق ) عندما مثل له باللبنة ، فقال : « هي هي وهي غيرها ». (٣)
٦. تزامن البحث مع مجرى الحوادث التي جرت على أهلنا وأحبتنا في العراق الجريح ، في الوقت الذي لسنا بعيدين عن مجرياتها ؛ باعتبار أنّ خروجنا منه لم يکن
ـــــــــــــــــ
١. نقلاً عن : محمد رضا حکيمي ، معاد جسماني در حکمت متعالية ، ص ٢٣٤.
٢. صدر المتألهين ، شرح الهداية الأثيرية ، ص ٣٨١
٣. أحمد بن علي الطبرسي، الاحتجاج ، ج ٢ ، ص ١٠٤