فيه الأمر عندما وصل البحث فيه إلى إثبات برزخ للنفوس الناقصة ، حتى قال بتعلقها بأبدان فلکية وأجرام سماوية ، لتصحيح ذلک ، وقد تناولنا البحث عنها في محله من هذه الرسالة بشکل مفصل. فليراجع.
سادساً : وأخيراً فيما يتعلق بنتائج البحث في الفصل السادس الذي کان محوره البحث عن المعاد الجسماني من وجهة نظر صدرالدين محمد بن إبراهيم الشيرازي ، الذي يعتبر أول شخصية إسلامية شيعية تجرأت على بحث مسألة المعاد الجسماني على أساس المنهج العقلي والقياس البرهاني ، بعدما تمهّدت له بحث مجموعة من الأصول والمقدمات الضرورية لهذا الدليل العقلي الذي قام بتقريره على اختلاف في عدد أصوله في أکثر من کتاب من کتبه الفلسفية والتفسيرية ، وبعد ثبوت تلک المجموعة التي من أهمها مسألة تجرد القوة الخيالية ، والقول بالحرکة الجوهرية ، وبکون التشخص بالوجود الخاص بالشيء دون العوارض المشخصة ، ومن کون حقيقة وهوية الإنسان تکمن في نفسه ، وأن البدن يحصّل تعينه وتشخصه بعد إبهامه يتعلق النفس فيه ، ومن کون التلازم بين النفس والبدن من النوع الذي لا ينفک مطلقاً عن البدن ، وإن انفکت عن البدن العنصري الترابي ، فإنّه انفکاک عن مرتبة منه لا مطلقاً ، فإن المعاد في اليوم الآخر يکون على أساس ما عندها من بدن محتفظة به في خيالها المجرد ، وعليه يکون البدن الأخروي عين البدن الأول من دون حاجة إلى وجود مادة جديدة أو بدن آخر مثل البدن الأول ، ولکن هذا الکلام منه ; لم يکن مورد قبول الکثير من علماء الأمة الإسلامية ، وخصوصاً الفقهاء والمتکلمين منهم ، بل لم يکن مورد قبول بعض أتباع الحکمة المتعالية فضلاً عن أتباع الفلسفة المشائية والإشراقية ، مع إصراره وتأکيده على أنه هو مراد القرآن الکريم ، وغيره لا يمکن قبوله. وإذا کان بإمکاننا أنّ نؤول ما جاء فيها من ذکر حکيم کما کان في آيات التوحيد وما يتعلق به من بحث ، على ما يراه الفيلسوف في المراد من الجسم الجسم بالمعنى الفلسفي هو ذلک الشيء الذي يعبر عن هويته وذاته الذي يعبر عنه بالنفس