أقوى دليل على إمکانه ). (١)
وقال صاحب تفسير مختصر مجمع البيان في ذيل الآية : ( كَذَٰلِكَ الخُرُوجُ ) من القبور ، أي کما أحيينا الأرض وأنبتت نحيي الموتى يوم القيامة فيخرجون من قبورهم. (٢)
بينما يرى صاحب تفسير الميزان في آية ( كَذَٰلِكَ الخُرُوجُ ) برهاناً آخر على البعث غير ما تقدم عند بيان القدرة المطلقة على کل شيءٍ فقد نستنتج من طي کلامه ، إنّ البيان السابق کان في ردِّ استبعادهم للبعث ، في استنادهم إلى صيرورتهم تراباً غير متمايز الأجزاء ، فکان برهاناً من مسلک إثبات علمه بکل شيء ، وقدرته على کل شيءٍ ، وهذا الأخير ، هو البرهان الذي يتضمّنه قوله : ( وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَٰلِكَ الخُرُوجُ ) (٣) من مسلک إثبات إمکان الشيء بوقوع مثله بوقوع مثله ، فليس الخروج من القبور بالإحياء بعد الموت إلا مثل خروج النبات الميت من الأرض بعد موتها ووقوف قواه عن النماء والنشوء. (٤)
المجموعة الرابعة : الآيات الدالة على التطورات المرحلية للإنسان :
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي المَوْتَىٰ وَأَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) ، (٥) وقال أيضاً : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا
ــــــــــــــــ
١. ناصر مکارم الشيرازِي ، تفسير الأمثل ، ج ١٧ ، ص ٦.
٢. محمد باقر الناصري ، تفسير مختصر مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٣١٤.
٣. ق ، ١١.
٤. الميزان في التفسير القرآن ، ج ١٨ ، ص ٣٧٠.
٥. الحج ، ٥ ، ٦.