وتطورت الدراسات اللغوية وازدهرت الحياة العقلية وتكاملت دراسات الفقه المختلفة ، وظهرت البحوث الموضوعية العلمية في التاريخ والجغرافيا ، كما برزت الحركة الصوفية والدراسات الدينية على اختلاف مواضيعها من تفسير القرآن الكريم ودراسات للحديث النبوي الشريف ، كما تميزت تلك الفترة بأن الدراسات أصبحت تعتمد على منهج علمي وأسلوب موضوعي.
وأشهر رجال الدولة البويهية هو عضد الدولة ، وقد جاء عنه في كتاب (الحضارة الاسلامية في القرن الرابع) لآدم متز ، تعريب محمد عبد الهادي أبي ريده ما يلي :
كان عضد الدولة يمثل الحاكم تمثيلاً حقيقيا ، وقد عني بمعرفة الأخبار وسرعة وصولها شأن كل من يريد أن يحكم دولة كبيرة حكما صحيحا ، وكانت الأخبار تنتقل بين شيراز وبغداد في سبعة أيام ، أي أنها كانت تقطع في كل يوم ما يزيد على مائة وخمسين كيلومترا.
وقد طهر السبل من اللصوص ومحا أثر قطاع الطرق ، وأعاد النظام إلى صحراء جزيرة العرب وصحراء كرمان وكانت مخيفة وكان سكانها يضعون الضرائب على قوافل الحج ، فارتفعت وتحقق الأمن ، وأقام للحجاج السواقي في الطرق واحتفر لهم الآبار وفجر الينابيع وأدار السور على مدينة الرسول. وأمر بعمارة منازل بغداد وأسواقها ، وابتدأ بالمساجد الجامعة وكانت في نهاية الخراب وهدم ما كان متهدما بنيانها وأعادها جديدة قوية ، وألزم أرباب العقارات بالعمارة فمن قصرت يده أقرضه من بيت المال. وفي عهده امتلأت