وقد كان الفقهاء والمتكلمون يقصدونه من أقطار بعيدة ، وكان بيته ندوة عامرة بحديث الفقه والكلام ، والنقاش والأخذ والرد.
٢ ـ المرتضى (٣٥٥ ـ ٤٣٦ هـ) : تلمّذ المرتضى علم الهدى ، وأخوه الشريف الرضي ، على الشيخ المفيد وعنى بهما الشيخ عناية فائقة ، وتفرغ المرتضى في الفقه بجانب تخصصه في الأدب.
وقد خلف استاذه المفيد ، وتولّى بنفسه مهمة التدريس ، وزعامة الطائفة ، واحتشد حوله الطلاب. وكان يُجري عليهم حقوقا تختلف حسب مكانة الطالب منه ومؤهلاته.
وحاول السيد المرتضى أن يتابع خطوات أستاذه المفيد في تطوير مناهج الفقه ودراسة الأصول ، فأوتي حظا وافرا في هذا المجال ، وطوَّر كثيرا من مناهج الفقه ، وكتب الأصول ودرّسها.
وربما يصح اعتباره من أسبق من ارتاد هذا الحقل من حقول الفكر الاسلامي ، وفتح كثيرا من مسائل الأصول وبنى الفروع على الأصول.
وكتابه (الذريعة) خير شاهد على ما نقول ، فمن يقرأ (الذريعة) يجد فيه الملامح الأولية لنشوء علم الأصول.
٣ ـ الشيخ الطوسي (٣٨٥ ـ ٤٦٠ هـ) : ولد شيخ الطائفة في طوس في شهر رمضان سنة ٣٨٥ ، بعد أربع سنين من وفاة الشيخ الصدوق ، وهاجر إلى العراق ، فهبط بغداد سنة ٤٠٨ وهو ابن ثلاث وعشرين سنة ، وكانت زعامة المذهب