البحث
البحث في مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم
واحد ، وتشترك في معنى التهييج وشِدة الإزعاج.
قال الشيخ الطوسي : « ( تَؤُزُّهُمْ أَزًّا ) ، أي : تزعجهم ازعاجاً ، والأزّ : الازعاج إلى الأمر » (١).
سادساً ـ مراتب التأثير الشيطاني :
من خلال ظواهر الآيات التي صورت صور الوحي الشيطاني التي سبق بحثها نجد أن كل شكل منها اختص بطائفة من العباد ، وأن بعضها كان عاماً سُلِّط على العباد عموماً ، فالوسوسة لم يُخَصَّص تأثير الشيطان فيها على طائفة دون أخرى من العباد ، وإنّما هي أمر يقع للجميع حتى للأنبياء عليهمالسلام ، قال تعالى : ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا ) (٢).
أمّا النّزْغُ فإنّه يكون في الأنبياء عليهمالسلام ، وإنّ الشيطان لا يتجاوزه إلى أشدّ وأكثر منه ، قال تعالى : ( إِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ... ) (٣) وقوله تعالى في يوسف وإخوته : ( بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي .. ) (٤).
وأمّا المسّ بالطائف فيكون في المؤمنين من الناس ، قال تعالى : ( .. الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم
________________
(١) التبيان ٧ : ١٤٩ ونحوه في مجمع البيان ٦ : ٤٥٠.
(٢) سورة الأعراف : ٧ / ٢٠.
(٣) سورة الأعراف : ٧ / ٢٠٠.
(٤) سورة يوسف : ١٢ / ١٠٠.