واحد ، وتشترك في
معنى التهييج وشِدة الإزعاج. قال الشيخ الطوسي : « (
تَؤُزُّهُمْ أَزًّا )
، أي : تزعجهم ازعاجاً ، والأزّ : الازعاج إلى الأمر » (١). من خلال ظواهر الآيات التي صورت صور
الوحي الشيطاني التي سبق بحثها نجد أن كل شكل منها اختص بطائفة من العباد ، وأن بعضها كان عاماً سُلِّط على العباد عموماً ، فالوسوسة لم يُخَصَّص تأثير الشيطان فيها على طائفة دون أخرى من العباد ، وإنّما هي أمر يقع للجميع حتى للأنبياء عليهمالسلام ، قال تعالى : ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا
الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا )
(٢). أمّا النّزْغُ فإنّه يكون في الأنبياء عليهمالسلام ، وإنّ الشيطان لا
يتجاوزه إلى أشدّ وأكثر منه ، قال تعالى : (
إِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ... ) (٣)
وقوله تعالى في يوسف وإخوته : (
بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي .. )
(٤). وأمّا المسّ بالطائف فيكون في المؤمنين
من الناس ، قال تعالى : ( .. الَّذِينَ
اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم ________________سادساً ـ مراتب التأثير الشيطاني :
(١) التبيان ٧ : ١٤٩ ونحوه في مجمع البيان ٦ : ٤٥٠.
(٢) سورة الأعراف : ٧ / ٢٠.
(٣) سورة الأعراف : ٧ / ٢٠٠.
(٤) سورة يوسف : ١٢ / ١٠٠.