قال ـ ابن عباس ـ وكان السامري رأى أثر فرس جبرئيل عليه السلام ، فأخذ تراباً من أثر حافره ، ثم أقبل إلى النار فقال لهارون : يا نبيّ الله أألقي ما في يدي؟ قال : نعم وهو لا يدري ما في يده ويظّن أنّه ممّا يجيء به غيره من الحلي والأمتعة ، فقذف فيها وقال : كن عجلاً جسداً له خوار ، فكان البلاء والفتنة ، فقال : هذا الهكم وآله موسى ، فعكفوا عليه وأحبّوه حبّاً لم يحبّوا مثله شيئاً قط.
قال ابن عباس : فكان البلاء والفتنة ـ ولم يزد على هذا ـ » (١).
٤ ـ في تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (٢).
قال ابن عباس : « فمسخهم الله تعالى عقوبة لهم ، وكانوا يتعاوون ، وبقوا ثلاثة أيام لم يأكلوا ولم يشربوا ، ولم يتناسلوا ، ثم أهلكهم الله تعالى ، وجاءت ريح فهبّت بهم ، وألقتهم في الماء ، وما مسخ الله أمة إلاّ أهلكها ، وهذه القردة والخنازير ليست من نسل أولئك ، ولكن مسخ أولئك على صورة هؤلاء » (٣).
٥ ـ في تفسير قوله تعالى : (قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ) (٤).
عن ابن عباس ، قال : « بلغ من جبرية هؤلاء القوم أنّه لمّا بعث موسى من قومه اثني عشر نقيباً ليخبروه خبرهم ، رآهم رجل من الجبارين يقال له عوج ، فأخذهم في كمّه مع فاكهة كان يحملها من بستانه ، وأتى بهم الملك فنثره بيديه ، وقال للملك تعجباً
____________
(١) مجمع البيان ١ / ٢١٣.
(٢) البقرة / ٦٥.
(٣) مجمع البيان ١ / ٢٤٨.
(٤) المائدة / ٢٢.