٤ ـ أخرج الطبري في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً) (١) ، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً) (٢). قال ابن عباس : « ما من عام بأكثر مطراً من عام ، لكن الله يصرّفه بين خلقه ، ثم قرأ : (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا ...) (٣).
٥ ـ أخرج الطبري في تفسيره في قوله تعالى : (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) (٤) ، عن ابن عباس ، قال : « (لَوَاقِحَ) تلقح الشجر وتمّري السحاب » (٥).
وهذا ما أقره العلم الحديث ، راجع « كتاب الله والعلم الحديث » فتقرأ : إنّ الرياح لواقح للنبات بعدما ثبت أنّ الهواء من أهم وسائل تلقيح النباتات ، بل أنّ هناك قسماً كبيراً من النبات لا يتم تلقيحه إلاّ بالهواء ، وكيثراً ما شوهد في جوّ غابات الصنوبر أثناء نضج الأزهار غيم كأنّه عاصفة رملية ، وما هذا الغيم إلاّ حبوب اللقاح يحملها الهواء إلى حيث يتم إخصاب النبات (٦).
٦ ـ أخرج الطبري في تفسيره في قوله تعالى : (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (٧) ، قال ابن
____________
(١) الفرقان / (٤٨) ـ ٤٩.
(٢) الفرقان / ٥٠.
(٣) تفسير الطبري ١ / ٢١.
(٤) الحجر / ٢٢.
(٥) تفسير الطبري ١٤ / ٧٧.
(٦) الله والعلم الحديث / ١٧٣.
(٧) يّس / ٤٠.