عن تفسير آية من كتاب الله ، فهذا يدلّ دلالة واضحة على مدى هيبة ابن الخطاب في نفس تلميذه ، وكانت العقلية الفذة تجمعهما فهي تصدر من مشكاة واحدة. وممّا يدلّ على أنّ ابن عباس أخذ الشيء الكثير (؟) عن ابن الخطاب أنّ أصح أسانيد تفسير عمر بن الخطاب سنده ابن عباس ، وقد توصّل أخيراً بعض الباحثين إلى جمع تفسير ابن الخطاب حيث رأيت أنّ أغلب روايات التفسير عن عمر بن الخطاب مروية عن طريق ابن عباس ، وهذا التفسير المروي عن عمر بن الخطاب كثير (؟) الحجم حيث يصل إلى ثمانمائة وخمسين صفحة من القطع الكبير ، وقد جعل جامع التفسير ان من أصح طرق تفسير عمر بن الخطاب هو طريق ابن عباس وجعله الطريق الأول (١) وكان ابن عباس كثيراً (؟) ما يختلف على عمر بن الخطاب الذي كان كثير (؟) الإعجاب به لما يرى من نبوغه في تفسير بعض آيات القرآن ، وكانا كثيراً (؟) ما يتفقان في وجوه التفسير » (٢).
هذا ما قاله بنصّه وفصّه (٣) ، وأظن أنّ القارئ أوّل ما لفت نظره
____________
(١) قال الكاتب في الهامش : انظر إبراهيم حسن ـ التفسير المأثور لعمر بن الخطاب ـ رسالة دكتوراه الدار العربية للكتاب سنة ١٩٨٣.
(٢) تفسير ابن عباس دراسة وتحليل. اطروحة مقدمة إلى مجلس كلية الشريعة في جامعة بغداد. وهي جزء من متطلبات درجة الماجستير في الدين من قبل عبد المجيد محمد أحمد الدوري بإشراف الدكتور محسن عبد الحميد. مطبوعة بالآلة الكاتبة في محرم ١٤٠٩ هـ أيلول ١٩٨٨ م.
(٣) تفصّّى الشيء : استقصاه ( قطر المحيط ٢ / ١٦٠٢ ط بيروت سنة ١٨٦٩ م ).