إستهلاك الكاتب لمادة « الكثرة » بكثرة! ولم يثبت مدّعاه في مواردها بشواهدها ولو لمرّة ، لذلك وضعت عليها علامات الإستفهام.
١ ـ فقد قال : « فابن عباس كان كثيراً ما يسأل عمر عن تفسير القرآن ».
أقول : وحبّذا لو ذكر شاهداً واحداً من ذلك الكثير.
٢ ـ وقال : « وممّا يدلّ على أنّ ابن عباس أخذ الشيء الكثير من ابن الخطاب إنّ أصح أسانيد تفسير عمر بن الخطاب سنده عن ابن عباس وقد توصّل أخيراً بعض الباحثين ... إلى قوله : وجعله الطريق الأول ».
أقول : وهذا زعم آخر يحتاج إلى إثبات ، والزعم على الزعم لا يثبت الوهم ، كما أنّ ذكره ضخامة صفحات المصدر ، لا تعني شيئاً فربّما تمخض الجبل عن فأرة ، وكان على الكاتب دعم ما رآه عند غيره فارتآه ، فيذكر شواهده ليثبت مدعاه. فإنّ صحة الكلام ليست بتضخيم الألقاب والأحجام ، وتبقى ثابتة عليها علامات الإستفهام! بل القاعدة المتينة الرصينة تقول : « إن كنت مخبراً فالصحة ، وإن كنت مدعياً فالدليل ».
٣ ـ وقال : « وكان ابن عباس كثيراً ما يختلف على عمر بن الخطاب الذي كان كثير الإعجاب به لما يرى من نبوغه في تفسير بعض آيات القرآن ».
أقول : وهذا الاختلاف الكثير صحيح في نفسه ، إلاّ أنّه ربما دلّ على عكس المطلوب للباحث ، إذ كان نبوغ ابن عباس في التفسير