التفسير ...
وكذلك كثرت الرواية في التفسير عن عبد الله بن عباس ، وعبد الله ابن مسعود ، وأبيّ بن كعب ...
إلى أن قال : ولو أنّا رتّبنا هؤلاء الأربعة حسب كثرة ما روي عنهم لكان أوّلهم عبد الله بن عباس ، ثم عبد الله بن مسعود ، ثم عليّ بن أبي طالب ، ثم أبيّ بن كعب » (١).
وقال الذهبي أيضاً في كتابه السابق الذكر : « وسؤال عمر له ـ لإبن عباس ـ مع الصحابة عن تفسير قوله تعالى : (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (٢) وجوابه بالجواب المشهور عنه ، يدل على أنّ ابن عباس كان يستخرج خفيّ المعاني التي يشير إليها القرآن ولايدركها إلاّ من نفحه الله بنفحة من روحه ، وكثيراً ما ظهر ابن عباس في المسائل المعقّدة في التفسير بمظهر الرجل الملهم الذي ينظر إلى الغيب من ستر رقيق كما وصفه عليّ رضي الله عنه ، الأمر الذي جعل الصحابة يقدّرون ابن عباس ويثقون بتفسيره ، ولقد وجد هذا التقدير صداه في عصر التابعين ، فكانت هناك مدرسة يتلقى تلاميذها التفسير عن ابن عباس استقرت هذه المدرسة بمكة ، ثم غذّت بعلمها الأمصار المختلفة ، وما زال تفسير ابن عباس يلقى من المسلمين إعجاباً وتقديراً إلى درجة أنّه إذا صح النقل عن ابن عباس لا يكادون يعدلون عن قوله إلى قول آخر. وقد صرّح الزركشي (٣)
____________
(١) التفسير والمفسرون ١ / (٦٣) ـ ٦٤ ط الأولى بمصر سنة ١٣٨١ هـ.
(٢) النصر / ١.
(٣) الإتقان ٢ / ١٨٣ عن هامش المصدر.