بأنّ قول ابن عباس مقدّم على قول غيره من الصحابة عند تعارض ما جاء عنهم في التفسير » (١).
أعود فأقول : وقد كان على صاحب الدراسة « تفسير ابن عباس دراسة وتحليل » أن ينظر المصادر المعنيّة بالتفسير ، ولا أقل منها أوائلها والتي اعتمدها مَن أتى بعدُ. مثل تفسير ابن جرير الطبري فإنّه أجل التفاسير وأعظمها كما قاله السيوطي (٢) ، وقال النووي : « أجمعت الأمّة على أنّه لم يصنف مثل تفسير الطبري » (٣) ، وقال ابن تيمية : « وأمّا التفاسير التي في أيدي الناس فأصحّها تفسير محمد بن جرير الطبري » (٤).
فلو نظر الدارس في هذا التفسير وحده نظرة باحث منصف لكان له رأي غير ما ذكره ، ولكنه قد رجع إليه وهو محكوم لهواه وما شبّ عليه من الرواسب ، وإلاّ بماذا يفسّر لنا خلوّ تفسير ابن جرير من مقدمته إلى نهاية سورة الفاتحة من ذكر أثر مروي عن عمر في التفسير إلاّ مرّة واحدة؟ وهو مع ذلك ليس من التفسير في شيء!
ذكر الطبري في القول في تأويل الإستعاذة : « قوله : « من الشيطان » ... وقال عمر رحمة الله عليه ، وركب برذوناً فجعل يتبختر ، فجعل يضربه فلا يزداد إلاّ تبختراً فنزل عنه ، وقال : ما حملتموني إلاّ على شيطان ، ما نزلت
____________
(١) التفسير والمفسرون ١ / ٧٠.
(٢) تفسير السيوطي ٢ / ١٩٠.
(٣) نفس المصدر.
(٤) فتاوى ابن تيمية ٢ / ١٩٢.