وزيد بن ثابت. وقيل إنّه قرأ على عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم ... » (١) إلى آخر ما ذكر في ترجمته ، ولم يذكر أنّه أخذ عن عمر في التفسير.
وتعقيباً منّا على تمريض ابن الجزري لقراءة ابن عباس على عليّ عليه السلام نذكّر القارئ بما مرّ من قول ابن عباس : « ما أخذت من تفسير القرآن فعن عليّ ابن أبي طالب » (٢)!
ومن الطريف أنّ ابن الجزري ترجم لعمر في كتابه « غاية النهاية » ، وقال بعد ذكر اسمه ونسبه : « وردت الرواية عنه في حروف القرآن. وقال أبو العالية الرياحي : قرأت القرآن على عمر أربع مرات وأكلت معه اللحم ... » (٣) إلى آخر ما ذكره في ترجمته ، ولم يرد فيها أخذ أحد عنه في التفسير سوى أبي العالية.
وهذا ممّا يبعث على الدهشة! خليفة للمسلمين وهو بتلك المثابة فلا يسمع منه في التفسير أحد لا ابن عباس ولا غيره سوى أبي العالية الرياحي الذي ترجمه فقال : « من كبار التابعين ، أسلم بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بسنتين ، ودخل على أبي بكر وصلى خلف عمر ، أخذ القرآن عرضاً عن أبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وابن عباس. وصح أنّه عرض على عمر ، فقد روى معتمر وغيره عن هشام ابن حسان عن حفصة بنت سيرين قالت : قال لي أبو العالية : قرأت القرآن على عمر ثلاث مرار ، وهذا سند صحيح كما تراه ، وروى الدارقطني ، وذكر ما مرّ
____________
(١) غاية النهاية في طبقات القرآء ١ / ٤٢٥.
(٢) مناهل العرفان للزرقاني ١ / ٤٨٦.
(٣) غاية النهاية في طبقات القرآء ١ / ٥٩١.