عنه في ترجمة عمر ، ثم قال قطع الحافظ العلائي بقراءته على عمر » (١).
أقول : ولا مانع من قراءته على عمر ثلاث مرّات؟ أو أربع مرّات ، لكن المثير في النفس شكّاً هو : ما بال غيره من المسلمين من صحابة وتابعين لم يقرأوا على عمر منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر؟! وكيف لم يتهيأ أحد منهم ويتنبه لاقتباس التفسير والقراءة من عمر حتى جاءهم من أسلم بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بسنتين فحظي بتلك النعمة فقرأ القرآن على عمر أربع مرّات وأكل معه اللحم؟! ويبدو أنّ الرجل كان قرماً (٢) إلى اللحم فذكره.
ولنرجع الآن إلى طبقات المفسرين لنرى هل أنّ عمر بن الخطاب كان منهم ، ولديّ في ذلك كتاب للسيوطي بهذا الاسم وهو لا يغني في المقام لأنّه استثنى في مقدمته ذكر الصحابة والتابعين لأنّ تراجمهم مذكورة في طبقات الفقهاء (٣) ، ولكن ثمّة كتاب آخر بهذا الاسم للداودي ـ وهو تلميذ السيوطي ـ وكتابه أوسع وأجمع ، فقد ذكر ترجمة ابن عباس (٤) ، ولم يذكر أخذه عن عمر ، كما لم يذكر لعمر ترجمة في كتابه ، ممّا يكشف عن أنّه ليس معدوداً عنده من المفسّرين.
وأخيراً لا ينقضي العجب من أولئك الذين يزيّفون الحقائق ، فيلبسون الحق
____________
(١) نفس المصدر ١ / ٢٨٥.
(٢) قرم الرجل إلى اللحم : اشتدت شهوته له ( قطر المحيط ٢ / ١٦٩٩ ط بيروت سنة ١٨٦٩ ).
(٣) أنظر طبقات المفسرين للسيوطي / ٢ ط سنة ١٨٣٩ افست طهران سنة ١٩٦٠.
(٤) طبقات المفسرين للداودى ١ / ٢٣٢ ترجمة ابن عباس.