« ٥٣٨ هـ » وكتابه خير موسوعة تفسيرية ذكرت ابن عباس بما يقرب من ألف وسبعمائة وخمسين مرّة ، ونتيجة لمسح شامل كانت المئات منها قد صرّح المؤلف بموافقتها لما روي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام سوى ما لم يصرح به ، وهي كذلك.
وهذا المصدر كما يقول محمد حسين الذهبي المصري في كتابه « التفسير والمفسرون » : « كتاب عظيم في بابه ، يدلّ على تبحر صاحبه في فنون مختلفة من العلم والمعرفة ، والكتاب يجري على الطريقة التي أوضحها لنا صاحبه في تناسق تام وترتيب جميل ، وهو يجيد في كلّ ناحية من النواحي التي يتكلم عنها ، فإذا تكلم عن القراءات ووجوهها أجاد ، وإذا تكلم عن المعاني اللغوية للمفردات أجاد ، وإذا تكلم عن وجوه الإعراب أجاد ، وإذا شرح المعنى الإجمالي أوضح المراد ، وإذا تكلم عن أسباب النزول وشرح القصص استوفى الأقوال وأفاض ، وإذا تكلم عن الأحكام تعرّض لمذاهب الفقهاء ، وجهر بمذهبه ونصره إن كانت هناك مخالفة منه للفقهاء ، وإذا ربط بين الآيات آخى بين الجُمل ، وأوضح لنا عن حسن السبك وجمال النظم ، وإن أعرض لمشكلات القرآن أذهب الإشكالُ ، وأراح البال ، وهو ينقل أقوال من تقدمه من المفسرين معزوة لأصحابها ، ويرجح ويوجّه ما يختار منها.
وإذا كان لنا بعض المآخذ عليه فهو تشيّعه لمذهبه وإنتصاره له ... غير أنّه ـ والحق يقال ـ ليس مغالياً في تشيّعه ، ولا متطرفاً في عقيدته ... ».
فبعد هذا التعريف المسهب بكتاب « مجمع البيان » من لدن باحث لا يتهم