بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
بعد حمد الله على نعمه الباطنة والظاهرة ، وصلاته على محمّد المصطفى وعترته الطاهرة وأصحابه الأنجم الزاهرة.
فإنّي ممتثل ما أمرت به من واجب الطاعة وإمام الجماعة ( أدام الله ظلّه ) من بحث هذه المسألة ، معتذرا ممّا صدر عن فكري الفاتر وقلمي القاصر ، وهي جواز السفر في شهر رمضان اعتباطا ؛ قصدا للترخّص وإباحة الفطر.
فأقول : الظاهر من مذاهب العلماء في سائر الأعصار والأمصار جوازه ، مع إجماعنا على كراهة ذلك ، نصّ عليه الشيخ الإمام أبو جعفر الطوسي في النهاية (١) والمبسوط (٢) ، والشيخ عماد الدين محمّد بن عليّ بن حمزة في الواسطة ، (٣) والشيخ أبو عبد الله محمّد بن إدريس (٤) ، والشيخ قطب الدين الكيذري ، (٥) والقاضي السعيد سعد الدين أبو القاسم ابن البرّاج في الكامل (٦) والمهذّب (٧) إلّا أنّه نقل طرده إلى تصرّم الشهر ، والباقون إلى ثلاث وعشرين منه ؛
__________________
(١) النهاية : ١٦١.
(٢) المبسوط ١ : ٢٨٤.
(٣) مفقودة ولم تصل إلينا.
(٤) السرائر ١ : ٣٩٠.
(٥) إصباح الشيعة : ١٤٢ ـ ١٤٣.
(٦) فقدت ولم تصل إلينا.
(٧) المهذّب ١ : ١٩٤.