بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي مصير كلّ شيء إليه ، والمعوّل في كلّ مهمّ عليه ، والصلاة على أحظى خلقه لديه ، محمّد بن عبد الله النبيّ الأمّي أفضل مصطفاه ، وعلى آله الأولى ، حفظوا شرعته ، وأقاموا سنّته ، صلاة تتزايد بتزايد الدهور ، وتتضاعف بتضاعف الأيّام والشهور.
وبعد : فإنّ المعترف بنعم الله جلّ اسمه ، المغترف من تيّار بحاره ، المستوعب جميع آناته في الإذعان بالقصور عن أيسر ما يجب من شكره في سرّه وجهاره ، السائل من عميم فيضه وسيبه المدرار أن يعفو عنه ما اقترفه في سالفه آناء الليل والنهار ، محمّد بن مكّي ( سامحه الله في هفواته وغفر له خطيئاته ) يقول :
لمّا كان شرف الإنسان إنّما هو بالعقل الذي امتاز به عن العجماوات ، وشابه به ملائكة السماوات. وبالعلم الذي يستحقّ به رفيع الدرجات ، ويفضل به على أبناء نوعه من ذوي الجهالات. وكانت العلوم متعدّدة وأصنافها متبدّدة ، وكان أفضلها وأشرفها العلم بالله تعالى وكمالاته ، وكيفيّة تأثيراته ، والعلم بكتابه العزيز ، وشرعه القويم ، وصراطه المستقيم ، المأخوذ عن خاتم الأنبياء ، وأفضل الأولياء بطريق عترته الأئمّة النجباء ، والبررة الأمناء ـ صلوات الله عليه وعليهم ما تعاقب الظلام والضياء ، واتّبع الصباح المساء ـ وما يتوقّف إتقان هذين عليه من المعقولات والمنقولات ، وتلك هي العلوم الإسلاميّة ، والقوانين الشرعيّة صلوات الله على الصادع بها وسلامه ، وعلى أحمد عترته وأطيب صحابته.
وكان الأخ في الله المصطفى في الأخوّة المختار في الدين المولى الشيخ الإمام العالم