قريبا حميما [ وأن لا تعمل بالهوى ، ولا تقذف المحصنة ، ولا ترائي فإنّ أيسر الرياء شرك بالله عزوجل ، وأن لا تقول لقصير : يا قصير ، ولا لطويل : يا طويل ] تريد بذلك عيبه ، وأن لا تسخر بأحد من خلق الله ، وأن تصبر على البلاء والمصيبة ، وأن تشكر نعم الله التي أنعم الله بها عليك ، وأن لا تأمن من عقاب الله على ذنب تصيبه ، وأن لا تقنط من رحمة الله ، وأن تتوب إلى الله تعالى من ذنوبك ؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وأن لا تصرّ على الذنب مع الاستغفار فتكون كالمستهزئ بالله تعالى وآياته ورسله ، وأن تعلم ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وأن لا تطلب سخط الخالق برضى المخلوق ، ولا تؤثّر الدنيا الفانية على الآخرة الباقية ، وأن لا تبخل على إخوانك بما تقدر عليه وأن تكون سريرتك كعلانيتك ، ولا تكون علانيتك حسنة وسريرتك قبيحة ، فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين ، وأن لا تكذب ولا تخالط الكذّابين ، وأن لا تغضب إذا سمعت حقّا ، وأن تؤدّب نفسك وأهلك وولدك على حسب الطّاقة ، وأن تعمل ما علمت ، ولا تعامل أحدا من خلق الله إلّا بالحقّ ، وأن تكون سهلا للقريب والبعيد ، وأن لا تكون جبّارا عنيدا. وأن تكثر من التكبير والتهليل والدعاء وذكر الموت وما بعده من القيامة والجنّة والنار ، وأن تكثر من قراءة القرآن وتعمل بما فيه ، وأن تستغنم البرّ والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات ، وأن تنظر إلى ما يضرّ فعله بنفسك فلا تفعله بأحد من المؤمنين ، ولا تملّ من فعل الخير ، ولا تستطل على أحد ، وأن لا تمنّ على أحد إذا أنعمت عليه ، وأن تكون الدنيا عندك سجنا حتّى يجعل الله لك جنّة.
فهذه أربعون حديثا من استقام عليها وحفظها عنّي من أمّتي أدخل الجنّة برحمته وكان أفضل الناس وأحبّهم إلى الله عزوجل (١).
والحمد لله أوّلا وآخرا وظاهرا وباطنا.
__________________
(١) الخصال : ٥٤٣ ـ ٥٤٤ / ١٩ ، باب في من حفظ أربعين حديثا من أبواب الأربعين وما فوقه. وما بين المعقوفين من المصدر.