__________________
ـ من أبي العباس بن عقدة ، وقال الدارقطني : أجمع أهل الكوفة انه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة احفظ منه ، وحدث عنه أحمد بن الحسن ابن هرثمة أنه قال : في مجلسه ـ وقد جرى ذكر الحفاظ ـ انا أجيب في ثلاثمائة الف حديث من حديث أهل بيت هذا ـ وضرب بيده على هاشمي عنده ـ سوى غيرهم ونحوه حكى الدارقطني والحافظ ابن أبي دارم الكوفي عنه ، وسئله مرة أبو الحسن محمد بن عمر بن يحيى العلوي عن حفظه واكثار الناس في الحديث عنه فامتنع فعزم عليه فقال : احفظ مائة الف حديث بالاسناد والمتن وإذا كر بثلاثمائة الف حديث ، قال أبو العلاء : وقد سمعت جماعة من أهل الكوفة وبغداد يذكرون عن أبي العباس بن عقدة مثل ذلك ، ودونك قصته مع محمد بن عمر بن يحيى العلوي حين عزم أبوه على قتال بني عبيد الله حين فشت رياستهم بالكوفة وكانت قبل ذلك في بني الفدان فاتاه ابن عقدة يحمل جزءا فيه ست وثلاثون ورقة فيها حديث كثير في صلة الرحم عن النبي « ص » وعن أهل البيت عن أصحاب الحديث ، فاستعظم ذلك منه عمر بن يحيى العلوي وسأله عن حفظه فقال : له انا احفظ منسقا من الحديث بالأسانيد والمتون خمسين ومائتي الف حديث وأذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع ستمائة الف حديث إلى غير ذلك من أحاديث حفظه وايات ذكائه. وكانت عنده مكتبة غنية ثرية بالنفائس والآثار تضم أكبر عدد ممكن يومئذ فقد أراد مرة ان ينتقل من الموضع الذي كان فيه إلى موضع آخر فاستأجر من يحمل كتبه وشارط الحمالين ان يدفع لكل واحد منهم دانقا لكل كرة فوزن لهم أجورهم مائة درهم وكانت كتبه ستمائة حمل. ذكره الذهبي في ميزانه بأنه محدث الكوفة شيعي متوسط وذكره في تذكرة الحفاظ فقال وكان إليه المنتهى في قوة الحفظ وكثرة الحديث وصنف وجمع وألف في الأبواب والتراجم ورحلته قليلة ولهذا كان يأخذ عن الذين يرحلون إليه ولو صان نفسه وجود لضربت إليه أكباد الإبل ولضرب بإمامته المثل ، لكنه جمع فأوعى وخلط الغث بالسمين والخرز بالدر الثمين ومقت لتشيعه اه أقول : ولا ذنب له عند القوم وخاصة البغداديين يومئذ الا التشيع واتهم انه كان في جامع براثا يملي مثالب أصحاب رسول الله « ص » أو الشيخين فترك