.................................................................................................
______________________________________________________
الرجل غير معلوم لدينا ، فتكون في حكم المرسل.
على أنّ هذه الرواية كسابقتها مع الغضّ عن سندهما قابلتان للحمل على الاستحباب ، جمعاً بينهما وبين الروايات المتقدّمة (١) ، فانّ غايتهما الظهور في وجوب الإعادة ، وتلك صريحة في نفي الإعادة كما عرفت ، فيرفع اليد عن الظهور بالنصّ ، ويحمل على الندب ، فتأمّل.
ومنها : رواية العرزمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «صلّى علي عليهالسلام بالناس على غير طهر ، وكانت الظهر ، ثمّ دخل فخرج مناديه أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام صلّى على غير طهر فأعيدوا ، وليبلّغ الشاهد الغائب» (٢).
وفيه : مضافاً إلى ضعف سندها ، لعدم ثبوت وثاقة والد العرزمي ، أنّ مضمونها غير قابل للتصديق ، لمنافاته العصمة ، وعدم انطباقه على أُصول المذهب. ولا يكاد ينقضي تعجّبي من الشيخ والكليني لدى الظفر بهذه الرواية وأمثالها ممّا يخالف أُصول المذهب أنّهما كيف ينقلانها في كتب الحديث (٣) المستوجب لطعن المخالفين على أُصولنا.
على أنّ مضمون هذه الرواية مقطوع البطلان ، كيف ولو كانت لهذه القصة أيّ شائبة من الحقيقة لنقلها أعداؤه ومناوئوه في كتبهم ، واشتهرت بينهم لتضمّنها أكبر طعن وتشنيع عليه عليهالسلام مع حرصهم على تنقيصه بكلّ ما تيسّر لهم ولو كذباً وافتراءً (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (٤) مع أنّها ليست مشهورة عندهم
__________________
(١) [تقدمت مصادرها في الصفحة السابقة ، من دون أن تذكر الروايات ، نعم تقدّم البعض في ص ٧٦ وما بعدها].
(٢) الوسائل ٨ : ٣٧٣ / أبواب صلاة الجماعة ب ٣٦ ح ٩.
(٣) التهذيب ٣ : ٤٠ / ١٤٠ ، الاستبصار ١ : ٤٣٣ / ١٦٧١.
(٤) التوبة ٩ : ٣٢.