٣ ـ «فاطمة سيّدة نساء العالمين» (١).
إلى غير ذلك من الأخبار التي تحدّثت عن معالم شخصية الزهراء (عليها السّلام) ، وأنّها قدوة الإسلام ، والمثَل الأعلى لنساء هذه الاُمّة التي تضيء لهنّ الطريق في حسن السلوك والعفّة وإنجاب أجيال مهذّبة ... فما أعظم بركتها وأكثر عائدتها على الإسلام ، ويكفي في عظيم شأنها أنه سمّيت على اسمها الدولة الفاطمية العظيمة ، كما أنّ الجامع الأزهر اشتقّ من اسمها (٢). بل يكفي في عظمة الدولة الفاطمية أن تبرّكت باسم الزهراء.
وعلى أيّ حال فإنّ الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) استشفّ من وراء الغيب أنّ بضعته الطاهرة هي التي تتفرّع منها الثمرة الطيّبة من أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) خلفاء الرسول ، ودعاة الحق في الأرض ، الذين يتحمّلون أعباء رسالة الإسلام ، ويعانون في سبيل الإصلاح الاجتماعي كل جهد وضيق ؛ فلذا أولاها النبي اهتمامه ، وجعل ذرّيتها موضع رعايته وعنايته.
إنّه ثمرة علي رائد الحقّ والعدالة في الأرض ، أخو النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وباب مدينة علمه ، ومَن كان منه بمنزلة هارون من موسى ، وأوّل مَن آمن بالله وصدق رسوله ، والقائد الأعلى في مركز القيادة الإسلامية بعد الرسول محمد (صلّى الله عليه وآله) ، تحمّل أعباء الجهاد المقدس منذ فجر الدعوة
__________________
(١) أسد الغابة ٥ / ٥٢٢ ، وفي مسند أحمد بن حنبل ٦ / ١١٢ ، قال : «فاطمة سيّدة نساء هذه الاُمّة أو نساء المؤمنين». وفي صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق : «أمَا ترضين أن تكوني سيّدة نساء أهل الجنّة أو نساء المؤمنين».
(٢) نساء لهن في تاريخ الإسلام نصيب / ٨٤.