سبطيه ، ومن المقطوع به أنّه لو كان لهذا الحديث أيّ نصيب من الصحة لعرفه الإمام ، وما كتمه النبي (صلّى الله عليه وآله) عنه.
٤ ـ إنه لو كان له أيّ مدى من الصحة لَما خفى على اُمّهات المؤمنين ، وقد أرسلن إلى عثمان بن عفان يسألنه أن يسأل لهنّ ميراثهنّ من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ... هذه بعض المؤاخذات التي تواجه الحديث ، وهي تجعله من الضعف بأقصى مكان.
وضاقت الدنيا على بضعة النبي (صلّى الله عليه وآله) ، وأرهقت إرهاقاً شديداً من الإجراءات الصارمة التي اتخذها أبو بكر ضدّها ، ويقول الرواة : إنّها (سلام الله عليها) استقلت غضباً ، فلاثت خمارها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في لمّة من حفدتها ونساء قومها ، تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتّى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت دونها ملأة (١).
ثمّ أنّت أنّة أجهش لها القوم بالبكاء وارتجّ المجلس ، فأمهلتهم حتّى إذا سكن نشيجهم وهدأت فورتهم ، افتتحت خطابها بحمد الله والثناء عليه ، وانحدرت في خطابها كالسيل ، فلم يسمع أخطب ولا أبلغ منها ، وقد تحدّثت في خطابها الرائع عن معارف الإسلام وفلسفته ، وألقت الأضواء على علل أحكامه ، وحِكم تشريعاته ، وعرضت إلى ما كانت عليه حالة الاُمم قبل أن يشرق عليها
__________________
(١) الملأة : الأزار.