وأوعز النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى أهل بيته بإجراء الختان على وليده في اليوم السابع من ولادته ، وقد حثّ النبي (صلّى الله عليه وآله) على ختان الطفل في هذا الوقت المبكر ؛ لأنه أطيب له وأطهر (١).
وتولّى النبي (صلّى الله عليه وآله) بنفسه رعاية الحسين ، واهتمّ به اهتماماً بالغاً فمزج روحه بروحه ، ومزج عواطفه بعواطفه ، وكان ـ فيما يقول المؤرّخون ـ : يضع إبهامه في فيه ، وأنّه أخذه بعد ولادته فجعل لسانه في فمه ليغذّيه بريق النبوّة ، وهو يقول له : «إيهاً حسين ، إيهاً حسين ، أبى الله إلاّ ما يريد ، هو ـ يعني الإمامة ـ فيك وفي ولدك» (٢).
وفي ذلك يقول السّيد الطباطبائي :
ذادوا عن الماءِ ضمآناً مراضعُهُ |
|
من جدّه المصطفى الساقي أصابعُهُ |
يُعطيه إبهامه آناً وآونةً |
|
لسانَهُ فاستوتْ منه طبائعُهُ |
غرس سقاه رسولُ الله من يدِهِ |
|
وطاب من بعد طيبِ الأصل فارعُهُ |
__________________
(١) جواهر الأحكام ـ كتاب النكاح ، وجاء فيه : أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : «طهّروا أولادكم يوم السابع ؛ فإنّه أطيب وأطهر ، وأسرع لنبات اللحم ، وأنّ الأرض تنجس من بول الأغلف أربعين يوماً».
(٢) المناقب ٣ / ٥٠.